من المتوقع أن يؤدي فوز الحزب الجمهوري بالأغلبية في انتخابات الكونغرس ، إلى زيادة الضغوط المفروضة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإلغاء الحظر المفروض على تصدير النفط الأمريكي الخام منذ 40 سنة، هذا الإلغاء المتوقع لن يكون في صالح الدول المنتجة والمصدرة للبترول-حسب خبراء دوليين-، حيث سيساهم في تهاوي أسعاره أكثر مما هي عليه الآن، وبالتالي تتأثر اقتصاديات الدول التي تعتمد على الريع البترولي كما هو الحال مع الجزائر التي يتواجد اقتصادها و مصدر قوت أبنائها في خطر حقيقي. ويتوقع محللون كثيرون، أن تسرع سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ، والكونغرس في إجراءات لتخفيف أو إنهاء حظر تصدير النفط الخام الذي ينظر إليه بشكل متزايد كإرث عفا عليه الزمن لأزمة الطاقة في سبعينات القرن الماضي، وهو ما يعني تضييق الخناق على صادرات دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في السوق العالمية، ومن بينها الجزائر، حيث أن أي تراجع آخر في أسعار النفط سيشكل مصدر تخوف للحكومة الجزائرية التي تعتمد بنسبة 95 بالمائة في تمويل خططها الاقتصادية ومختلف المشاريع الاجتماعية، على العائدات البترولية التي جنبت البلاد أزمات اجتماعية. ويشكل مجلس الشيوخ الجديد تحديا كبيرا لدول الأوبك، والتي تقلصت صادراتها بشكل كبير بدءا من العام الماضي إلى الولاياتالمتحدة بسبب تزايد إنتاج النفط الصخري، إذ إن الجمهوريين معروفون بدعمهم لصناعة النفط، وهذا ما أظهرته الكثير من تصريحات المرشحين قبل حصولهم على النتائج. وإذا ما أعطى المجلس الجديد دعما لصناعة النفط فهذا قد يعني أن إنهاء الحظر على تصدير النفط الأمريكي سيوشك على الانتهاء. ويثير الحظر الأمريكي، جدًلا واسعًا في عموم الولاياتالمتحدة، لاستمراره حتى اليوم، مع وجود استثناءات في بعض الحالات الخاصة التي يسمح فيها بتصدير النفط الخام، وتقوم بعض المجموعات بتشكيل لوبيات للضغط على الإدارة الأمريكية لرفع الحظر، وترى أن الظروف تغيرت في ظل النمو الكبير في قطاع الطاقة. ويعود تاريخ الحظر إلى أكثر من (40) عاما، وجاء كرد على لجوء دول عربية إلى حظر تصدير النفط للولايات المتحدة، في ذلك الحين، بسبب موقف واشنطن المؤيد لإسرائيل وقت حربها مع مصر عام (1973). وأعدت شركة نيرا الاستشارية للدراسات الاقتصادية (NERA)، دراسة بهذا الخصوص، أكدت فيها أن رفع الحظر سيعزز الاقتصاد الأميركي، والقوة العالمية للولايات المتحدة، حيث لفت مستشار الشركة المشارك في إعداد التقرير، روبرت بارون ، لوكالة الأناظول مؤخرا إلى أن الديمقراطيين يتبنون موقفًا حذرًا أكثر من الجمهوريين، وأن إدارة أوباما قد تلجأ إلى إلغاء جزئي للحظر، لإرضاء الديمقراطيين، معتبرا أن هذه الخطوة لن تكون كافية، لكنها أفضل من عدم القيام بشيء ، مؤكدًا أن الإلغاء التام للحظر سيكون أكثر فائدة للبلاد. بدوره أكد جان سيزنيك ، المدرس في جامعة جورج تاون ، الباحث في معهد دراسات الشرق الأوسط، أن رفع الحظر، سيسهم في تراجع أسعار الطاقة، ورأى أن الولاياتالمتحدة بدأت برفع الحظر عمليا رغم عدم إلغائه قانونيا ، موضحا أنها تستورد (8) ملايين برميل من النفط الخام يوميا، وتصدر (5) ملايين برميل من المنتجات النفطية يوميا، بعد تكرير النفط المستورد، على حد قوله. هذا ويتوقع خبراء جزائريون لجوء الحكومة إلى سياسة التقشف بإعادة ترشيد النفقات، والسبب استمرار تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، واعتماد الجزائر بشكل كبير في تمويل موازنتها السنوية على العائدات النفطية. وذلك رغم إصرار الوزير الأول عبد المالك سلال أن الحكومة قد اتخذت احتياطاتها اللازمة لكي لا تنزلق وتتأثر بهذا التراجع في الأسعار، قائلا أن هذه الأخيرة تتحكم في زمام الأمور.