كانت ولازالت الزربية الثراتية الأصيلة المصنوعة من الصوف مصدر استرزاق النسوة الماكثات بالبيت اللواتي أبين إلا المحافظة على التقاليد والعادات التي تبرز عمق الأصالة الجزائرية. وتعد الزربية بكل أنواعها رمزا من رموز حضارتنا إذ ورغم اختلافها في مختلف المناطق إلا أنها تتوحد في جودتها وجمالها وطريقة تنميقها المميزة. وفي نفس الإطار دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول تاريخ ومكانة الزربية الشلالية بمدينة قصر الشلالة (تيارت) إلى تشجيع إنشاء مؤسسات لصناعة هذه الزربية في إطار أجهزة تشغيل الشباب المختلفة. وحث المتدخلون في هذا اللقاء المنظم ضمن فعاليات المعرض المحلي للزربية الشلالية بالمدينة المذكورة على استحداث مؤسسات في مجالات غزل الصوف وغسلها وفي صناعة الزربية. وفي هذا الإطار أبرز السيد آدم لخضر وهو باحث في التنمية الريفية أن وجود مصانع للزربية بمنطقة قصر الشلالة والمناطق المجاورة لها المعروفة بوفرة مادة الصوف من شأنه أن يساعد في امتصاص البطالة والمحافظة على هذا الموروث الثقافي والتقليل من تكاليف إنتاج الزربية. ويعود تاريخ الزربية الشلالية إلى عهد الفراعنة، حيث جلبت من مصر وأدخلت عليها الكثير من التغييرات في جانب الرسومات والأشكال الهندسية حسب ما كشف عنه متدخلون خلال هذا اللقاء. وكانت هذه الزربية في الحقبة الاستعمارية تنافس أشهر الزرابي بأوروبا مما دفع بالمستعمر إلى العمل على (عرقلة تسويقها كونها كانت تعبر عن ثقافة المنطقة) يضيف العارضون. وتتميز زربية قصر الشلالة باحتوائها على 12 لونا ورسومات لرموز تعبر عن الحضارة الإسلامية مثل المنارة والهلال وغيرها. وقد شارك في المعرض المحلي للزربية الشلالية المنظم مؤخرا 35 عارضا من محترفي صناعة هذه الزربية الذين أظهروا إبداعاتهم عبر أجنحة المعرض، كما أبرز مركز اقتناء الصوف بالسوقر ومؤسسة دمغ الزرابي بتلمسان ومعهد التكوين المهني بقصر الشلالة مشاركتهم. ويهدف المعرض حسب مسئولي غرفة الصناعات التقليدية إلى تحسين نوعية وتصاميم زربية قصر الشلالة وإعادة بعث صناعتها في أوساط مختلف الشرائح خاصة لدى المرأة الماكثة في البيت.