أقدم صبيحة أمس ولليوم الثاني على التوالي سكان الأحياء القصديرية الموجودة بمدينة تيزي وزو على الاحتجاج عن طريق إغلاق جميع الطرقات المؤدّية ناحية مقرّ الولاية، ويتعلّق الأمر بحي القاضي الذي يضمّ أكثر من 184 عائلة والعائلات ال 17 التي تسكن في مقرّ اللّجنة البلدية للهلال الأحمر الجزائري منذ 30 سنة تقريبا. المحتجّون الذين وعدتهم السلطات منذ سنوات عديدة بالترحيل إلى سكنات اجتماعية لائقة نفِذ صبرهم بعدما حلّ موسم البرد والأمطار فوجدهم تحت الأسقف المهترئة التي صارت مهدّدة بالسقوط فوق رؤسهم في أيّ وقت، حيث قاموا بغلق جميع الطرقات التي تؤدّي إلى مقرّ الولاية مستعملين الحجارة والمتاريس. ومن بين الطرق التي تمّ شلّها تلك المؤدّية إلى عيادة (صبيحي تسعديت) للتوليد وحالوا إضرام النيران في عجلات مطاطية، رافضين جميع محاولات السلطات المحلّية لمحاورتهم. حيث قال ممثّل عن المحتجّين إن وعود ولقاءات السلطات تذهب في مهبّ الرّيح ككلّ مرّة وهم اليوم يطالبون بالملموس، خاصّة وأن السكنات التي وعدوا بها قد انتهت الشغال بها وهي جاهزة للتسليم (ولا نعلم لماذا تتماطل السلطات في تسليمنا إيّاها وهي تعلم جيّدا وضعيتنا في هذه السكنات القصديرية التي لا تتعدّى كونها بؤرا للمرض نظرا للرطوبة العالية التي توجد بها، ما جعل الكثير من أطفالنا يصابون بالربو ومختلف الأمراض الصدرية، ناهيك عن مخاطر التيّار الكهربائي نظرا لهشاشة السكنات وعشوائية الربط بالأسلاك الكهربائية)، يصرّح المتحدّثون. وأكّد هؤلاء أنهم سيبقون مدينة تيزي وزو مشلولة إلى أجل غير مسمّى، وهو مرهون بتحرّك السلطات وتطبيقها للوعود التي قطعتها منذ سنوات في الميدان، حيث أكّدوا أنهم لن يقبلوا أن يعيشوا شتاء آخر داخل هذه السكنات القصديرية، محمّلين السلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية تيزي وزو نتائج الشلل الذي أصاب المدينة منذ يومين وقد يستمرّ لعدّة أيّام، في حين تشهد هذه الأخيرة اختناقا مروريا لا مثيل له، وفي مقدّمة المتضرّرين المرضى الذين ينقلون إلى منطقة رجاونة، وكذا الحوامل اللواتي يحوّلن إلى عيادة (صبيحي)، ناهيك عن تعطّل أشغال المواطنين في مختلف المديريات والمصالح الموجودة داخل مقرّ الولاية وبمحيطه.