الإرهاب.. العدو الغامض للأمة بايعت خمس جماعات جهادية في خمس دول عربية، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبا بكر البغدادي، على السمع والطاعة . مؤسستا البنيان، والبتار التابعتان لتنظيم الدولة، قامتا بنشر خمس كلمات صوتية، وبيانات مكتوبة، للجماعات الجهادية، التي انضمت إلى دولة البغدادي . البداية حسبما كانت مع جماعة أنصار بيت المقدس التي تنشط في شمال سيناء المصرية، ببيانها الذي قالت فيه: نعلن مبايعة الخليفة إبراهيم بن عواد القرشي على السمع والطاعة في العسر واليُسر . ولم يكن إعلان أنصار بيت المقدس مبايعة البغدادي مفاجئاً للأوساط الإعلامية، برغم نفي الجماعة في وقت سابق من الشهر الماضي بياناً صدر باسمها حول مبايعة زعيم تنظيم الدولة، حيث تنتهج الجماعة النهج ذاته الذي تسير عليه الدولة الإسلامية ، من ناحية تكفير الجيوش، واعتبار قتالها أولوية قبل قتال اليهود والأمريكان. وبعد عدة ساعات فقط من بيان أنصار بيت المقدس، نشرت البنيان ، و البتار ، أربعة بيانات لبيعات جديدة حصل عليها البغدادي، من دول عربية هي: السعودية، واليمن، والجزائر، وليبيا. مفاجأة تنظيم الدولة، كانت في بيان بيعة مجاهدي جزيرة العرب (السعودية)، الذي لم يكن متوقعاً، على غرار جند الخلافة في الجزائر، و المجاهدون في اليمن، وليبيا، الذين كانت بيعتهم متوقعة، نظراً لتوافق السياسات مع الدولة . الملفت في البيانات الخمسة، هو تشابهها من حيث السياق، والمضمون، بتركيزها على الحديث النبوي الشريف: من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية ، إضافة إلى تطرق البيانات جميعها إلى كفر المشاركين في الانتخابات الديمقراطية، ووصف الجيوش العربية بالمرتدة. وبرر بيان جزيرة العرب بيعته للبغدادي، بأفعال ملك السعودية، الذي سفك دماء الموحدين، والمصلحين، وسجن العلماء الربانيين، والنساء، وفقاً للبيان. وأوضح البيان أن طائرات السعودية لم توجَّهْ يوماً لضرب الاحتلال الإسرائيلي، أو نظام بشار الأسد الذي قتل الأبرياء، ولم تقلع وتقصف سوى المجاهدين وأهل السنة في بلاد الشام والعراق. وأشار البيان، إلى قرب وصول الدولة الإسلامية إلى السعودية، حيث جاء فيه: يا أيها الموحدون في بلاد الحرمين، أبشروا، فلقد أمسى الجهاد الذي تشدّون إليه الرحال على عتبات بيوتكم، لن تحول بينكم وبينه حدود . ولم تختلف بيانات الجزائر واليمن وليبيا ، من حيث المضمون عن بيان جزيرة العرب ، سوى في بعض التفاصيل. حيث أوضح بيان مجاهدي ليبيا عن انضمام عدد من الكتائب، والفصائل المقاتلة في مدن طرابلس، وبرقة، وفزان إلى كنف دولة الخلافة . في حين لم يفصح بيان مجاهدي اليمن ، عمّا إذا كان المقاتلون في صفوفه، من المنشقين عن أنصار الشريعة، التي تتبع تنظيم القاعدة. وفي الجزائر أعلن المدعو خالد أبو سليمان أمير جماعة جند الخلافة عن مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية، وهي الجماعة التي قامت في شهر سبتمبر الماضي بنحر الرهينة الفرنسي هيرفي غوردال، متوعدة فرنسا، وأمريكا بالهزيمة من قبل الدولة الإسلامية، رغم أنها لم يظهر لها اثر منذ تلك الواقعة بالنظر إلى وقوف الجيش الجزائري لها بالمرصاد متوعدا بالقضاء عليها. القاسم المشترك بين الجماعات المبايعة للبغدادي، هي حداثة نشأتها ، وصغرها من حيث العدد والعتاد. فعلى سبيل المثال، جماعة مجاهدي اليمن ، هي بحسب مصادر جهادية مجموعة صغيرة من المقاتلين المنشقين عن أنصار الشريعة (فرع القاعدة)، وحالها حال جند الخلافة في الجزائر المنشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي .