أفرج أول أمس مجلس قضاء العاصمة على برنامج الدورة الجنائية العادية للفصل الاول لسنة 2015 والذي ضمّ 165 ملفا جنائيا يتابع فيها 437 متهما من بينهم 307 موقوفين، احتلت جرائم القتل العمدي المرتبة الاولى ب 28 قضية، تلتها قضايا تكوين جمعية أشرار يغرض الإعداد لجرائم السرقة والمتاجرة في المخدرات والتزوير، فيما تم برمجة 19 ملفا يتعلق بالجماعات الارهابية معظمها سبق الفصل وعادت بعد الطعن لدى المحكمة العليا. برنامج الدورة الجنائية الذي سينطلق في ال30 نوفمبر الجاري كان عكس المتوقع فلم يتم برمجة أي ملف ثقيل متعلق بفضائح اختلاس المال العام على غرار ملف سوناطراك 1 وملف الطريق السيار، في حين سيتم الفصل في الفضائح الأخلاقية التي طغت على المجتمع الجزائري بعدما تمت برمجة ملفات متعلقة بزنا المحارم، هتك عرض، والاغتصاب. محاكمة شاهد على حادثة اغتيال رهبان تيبحرين ومن أبرز القضايا الارهابية التي عادت الى الواجهة ملف واحد أحد أقدم عناصر الجيا المدعو ق.رضوان المكنى صهيب والذي كان شاهدا على حادثة اغتيال رهبان تيبحرين وتم الاستماع الى شهادته من طرف قاضي التحقيق الفرنسي المكلف بالتحري في الواقعة، وهو الملف الذي يثير جدلا بين فرنساوالجزائر في الوقت الراهن اللتين يعكفان على الوصول الى حقيقية ما حدث للرهبان يوم اختطافهم من طرف الجيا سنة 1996 وحجزهم رفقة أفراد مجموعة الجزأرة المنشقة في سجن بجبل بوقرة من طرف جماعة الدموي عنتر زوابري، غير أن تحديد مصالح الامن لمكان تواجدهم أدى بالأمير إلى إعطاء أمر بذبحهم جميعا حيث تركت جثت الضحايا في الكازمة، في حين قاموا بحمل رؤوس الرهبان الى غاية مدينة المدية وإلقائها هناك. وقد سبق إدانة الارهابي الخطير بالإعدام قبل أن يعاد ملفه الى طاولة جنايات العاصمة لمحاكمته حول تهم الإنتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة وارتكاب اعتداءات بغرض نشر التقتيل وحيازة أسلحة حربية، بعد القي عليه القبض سنة 2004 رفقة آخر امراء الجيا نورالدين الار بي جي بشقة في حي اسماعيل يفصح ببلدية باب الزوار شرق العاصمة اين كانا يخططان لتنفيذ عمليات انتحارية وكانت الشقة مركزا لصناعة المتفجرات. عائد من غوانتانامو التقى بن لادن مرتين أمام العدالة وعاد للظهور مجددا اسم احمد بلباشا احد المعتقلين بمعتقل العار غوانتناموا والذي أحرج السلطات الجزائرية عندما رفض ترحيله إلى الجزائر خوفا من التعذيب ليتم أدانته غيابيا سنة 2009 بالسجن النافذ 20 سنة وينسب لبلباشا انه التقى امير الاقعاد السابق اسامة بن لادن مرتين خلال تدربه على استعمال الاسلحة في معسكرات تدريب بافغانستان. وقد لاقى ملف بلباشا تعاطفا كبيرا من طرف العائلات البريطانية التي وافقت على استقباله بعد طلب اللجوء السياسي ببريطانيا خاصة وانه تعرض لأقصى أنواع التعذيب حيث كان يقبع في زنزانة من حديد لا يدخلها نور الشمس إطلاقا، ومعرضة لضوء النيون ل22 ساعة متواصلة لكنه مع ذلك فضل البقاء حسب تقارير إعلامية في المعتقل عوض الرجوع إلى الجزائر. وقد قام المتهم بتقديم التماسا للمحكمة العليا بالولايات المتحدة لكي يبقى في المعتقل، وحسب ملف المتهم فقد هرب في تسعينات القرن الماضي إلى بريطانيا، أين اشتغل نادلا قبل اعتقاله في باكستان سنة 2002، بعد كشفت التقارير الأمنية الأمريكية انه تدرب على مختلف الأسلحة في معسكرات تدريب بأفغانستان تابعة لتنظيم القاعدة، كما أكد أنه التقى أسامة بن لادن مرتين. أقارب غدير محمد يعودون للواجهة وستفصل ذات الهيئة في ملف ضم اسماء من عائلة امير كتيبة طارق بن زياد غدير محمد المكنى عبد الحميد ابو زيد من بينهم نجله وشقيقيه الذين كونوا شبكة دعم واسناد امتد نشاطها الى شمال مالي وبالضبط منطقة الخليل التي يتمركز فيها عناصر كتيبة طارق بن زياد تحت امارة غدير محمد المكنى عبد الحميد ابو زيد فضلا على امتلاك هذا الاخير لمنزل في ليبيا يعد مركز جميع المخططات الارهابية التي استهدفت الجزائر، حيث سيواجه 12 متهما من بينهم نجله المدعو لخضر وشقيقيه الساسي و عبد القادر الى جانب 3 من أبناء عمومته، تهما ثقيلة متعلقة بجنايات الانتماء الى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل وخارج الوطن، حيازة أسلحة حربية وذخيرة بدون رخصة التهريب على درجة من الخطورة تهدد الاقتصاد الوطني والمتاجرة في المخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة وجنحة تبييض الأموال وجنحة مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج. وقد تم توقيفهم في 17 جويلية 2010 بناء على معلومات وصلت لمصالح الامن عن تفاصيل عمل الجماعات الارهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واستراتيجيات تمويلها على المدى البعيد حيث توصلت التحقيقات الى ان ابو زيد قد مكن شقيقه الساسي من ولوج الشركات البترولية الأجنبية وتبييض أموال التنظيم الإرهابي عن طريق شركته الساسي أورل لكراء السيارات مقابل عقود أدرت على التنظيم الإرهابي أموالا كثيرة فاقت المائة مليار سنتيم استعملت في النشاطات الإجرامية. أما ابن عبد الحميد أبو زيد وهو المسمى غدير لخضر، فقد اعترف أنه عمل في مجال تهريب المخدرات، حيث نقل لعدة مرات كميات كبيرة من المخدرات لفائدة شخص من جنسية ليبية مقابل مبالغ مالية معتبرة. وكان يستعمل هذه الأموال من أجل شراء السيارات رباعية الدفع والبنزين وكذا المؤونة لصالح الجماعات الارهابية بالصحراء الجزائرية بقيادة أبو زيد والبارا ومختار بلمختار، واعترف في هذا الصدد أنه التقى سنة 2004 بوالده وهو عبد الحميد أبو زيد الذي كان رفقة عبد الرزاق البارا شرق مدينة حاسي مسعود حيث طلب منه آنذاك ان يكون عنصر دعم واسناد للجماعات الارهابية الناشطة بالصحراء. وتم القضاء على الارهابي عبد الحميد أبو زيد من قبل القوات الفرنسية وتشادية في 25 فيفري 2013 في شمال مالي وقد تم التأكيد في 23 مارس 2013 بشكل قاطع خبر وفاته. وتجدر الاشارة الى انه تم أيضا برمجة مفجر نواة الجيا، الى جانب ملف جديد لمختار بلمختار يتابع فيه طالب جامعي بتهم الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة.