أدى مشكل غياب المشاريع التنموية الى جانب العزلة والتهميش الى خروج سكان بلدية الكاليتوس الى الشارع في عدة مناسبات تنديدا بالأوضاع المزرية التي يعشونها منذ أزيد من 30 الأمر الذي أعاد نفس السيناريو مؤخرا عندما خرج مئات المواطنين في احتجاجات عارمة وقطع الطريق الرئيسي بالمتاريس والعجلات المطاطية من اجل لفت انتباه السلطات المحلية. وحسب اتصال بعض المواطنين ب أخبار اليوم فإنه من بين الأحياء المتضررة والمعزولة التي تفتقد لأدنى ضروريات الحياة الكريمة هم سكان حي أولاد الحاج وتحددا شارع رقم 19 الذي يعاني قاطنوه من جملة النقائص جراء غياب أدنى المرافق الضرورية، ورغم رفع شكاويهم للسلطات المحلية، إلا أن هذه الأخيرة لم تعر انشغالاتهم أدنى اهتمام أو التفاتة تذكر، حسب هؤلاء فإنهم يعانون مع غياب شبكة الصرف الصحي ومشكل اهتراء الطرقات وغياب الغاز والإنارة العمومية، وكلها عراقيل تتسبب في معاناة هؤلاء السكان الذين رفعوا شكاويهم من خلال اتصالهم بأخبار اليوم وأعربوا عن تذمّرهم واستيائهم إزاء تماطل السلطات في احتواء انشغالاتهم والعمل على إيجاد حلول ناجعة لتهدئة ثورة الغضب التي تخرجهم في كل مرة الى الشارع. وفي حديثهم معنا أبدوا تأسفهم للحالة المزرية التي يتخبطون فيها منذ 30 سنة دون أن ترى حياتهم طريقا إلى التطور وتحسين مستواها، حيث أنه وحسب ما أكده هؤلاء فمشكل غياب شبكة الصرف الصحي أثار استياءهم بالدرجة الأولى، لكونه انجر عنه اعتماد هؤلاء على طرق بدائية، عن طريق البالوعات التقليدية في شكل حفر، التي تعرف تسربات للمياه القذرة في أزقة الحي، مما يثير الاشمئزاز في نفوس هؤلاء، ناهيك عن تلك الروائح الكريهة التي تطلقها، كما ينجر عنها أيضا ظاهرة البعوض والذباب والحشرات السامة التي تتكاثر في الأماكن العفنة، هذا الوضع ارق يومياتهم وحرمهم النوم والراحة في هدوء، وما زاد من تذمر هؤلاء هو كون الجهات المسؤولة لم ترد على طلبهم المتمثل في رش الحي بالمواد الكيمياوية في انتظار تجسيد مشروع وضع قنوات صرف المياه، للحد من مشكل البعوض والحشرات التي تتسبب لهم في أمراض يمكن أن تكون خطيرة وتودي بحياتهم. وذكر هؤلاء السكان أيضا أنهم يعانون مع مشكل غياب شبكة الطرق، المؤدية إلى حيهم والذي يبعد عن الشراربة ب3 كيلومترات، وهذا يجبرهم على استعمال تلك المسالك الترابية التي تتواجد في حالة يرثى لها، يوميا من أجل قضاء حاجياتهم، وتحدث هؤلاء أيضا عن معاناة أطفالهم مع ذات المشكل الذي يؤثر سلبيا على مستواهم الدراسي، حيث يقوم هؤلاء الأطفال بقطع مسافة 3 كيلومترات مشيا على الأقدام يوميا في طريق كلها حفر ومطبات موحلة ومهترئة خصوصا في الشتاء أين تزداد معاناتهم. ويعيش هؤلاء نفس المعاناة مع عدم تزويد الحي بالغاز الطبيعي وغياب الإنارة العمومية التي تتسبب في تعرض هؤلاء إلى الاعتداءات والسرقات الليلية من طرف الشباب المنحرف ما يحرم عليهم المشي في الحي بأمان. وأمام هذه الأوضاع الصعبة التي يتخبط فيها هؤلاء السكان جددوا مطالبهم ورفعوها عبر صفحاتنا إلى السلطات المحلية والمعنية من أجل التدخل والإسراع في إنصافهم جراء هذه الحياة المأساوية -حسبهم- التي طال أمدها حيث أكد لنا هؤلاء أن العيش في ذات الحي أصبح مستحيلا، وطالبوا بالعمل على إطلاع مشاريع تنموية من شأنها أن تعيد الاعتبار للحي، وذلك بإنجاز قنوات صرف المياه وتوفير الإنارة العمومية وتزفيت الطرقات وتوفير الغاز الطبيعي. وأضاف محدثونا أن تحقيق هذه المطالب حتما سيحسن الوضع الاجتماعي لقاطني بلدية الكاليتوس الذين يأملون سماع أصواتهم عبر هذا المنبر الإعلامي.