تعيش 14 عائلة مقيمة بالعمارة رقم 18 بحي ذبيح الشريف بأعالي القصبة هذه الأيام نوعا من الخوف والهلع بسبب تساقط كميات الأمطار المعتبرة خلال اليومين الآخرين والتي تسببت في تسرب المياه إلى كامل الغرف بسبب تصدعات الجدران والأسقف ما زاد من مخاوف سقوط هذه البناية على رؤوسهم خاصة وأن العمارة المذكورة تتميز بتشقق جدرانها إلى درجة بليغة وتعد من أقدم العمارات بالعاصمة. صنفت هذه البنايات ضمن البنايات المهددة بالانهيار من طرف المختصين خاصة في فصل الشتاء أين تكون هذه العمارات عرضة لتناثر أشلاء من جدرانها الهشة، وهو الأمر الذي يستوجب تحرك جميع السلطات المعنية لتفادي قتلى وأشخاص تحت الأنقاض. تعيش العائلات داخل بناية قديمة في ظروف أقل ما يقال عنها إنها جد كارثية نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة قدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن شقوق تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى رياح أو سقوط الأمطار كالتي تعرفها في الوقت الراهن العاصمة وما جاورها والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من الردم تحت العمارة، وتزداد مخاوفهم أكثر عندما تتعرض عمارة للسقوط والمصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار كما حدث مؤخرا بسقوط عمارة بالقصبة السفلى وشارع بوزرينة لأن وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة المتواجدة بأعالي العاصمة، وقد عبرت عائلة فكنوس التي تحدثت معها (أخبار اليوم) عن تخوفها وذعرها الشديد إزاء الأخطار المحدقة ببنايتهم القديمة والتي باتت جد هشة ولا تحتمل الصمود أمام الظواهر الطبيعية مجبرين على الإقامة تحت أسقفها في ظل أزمة السكن التي تعرفها العاصمة وكذا غياب البديل عن تلك السكنات التي آوتهم لسنين عديدة. ناهيك عن هذا تؤكد العائلة أنها لم تجد أي مساعدة من طرف السلطات المحلية بالرغم من نداءات الاستغاثة التي كانت تطلقها هذه العائلات في حال حدوث تناثر الحجارة خوفا من أن يردموا تحتها إلا أنه حسبهم تلك النداءات والشكاوي لم تلق أي رد إيجابي يذكر ولتفادي حدوث كارثة من هذا القبيل. وبالموازاة مع ذلك أشارت العائلة من خلال حديثنا معها أنها تعيش جحيما حقيقيا بسبب الانهيارات الذي تتعرض له كل من الأسقف والجدران وهذا كلما تهاطلت الأمطار التي تتجمع بالسقف وتبدأ في النفاذ بتسربها إلى داخل الغرف حتى أصبحت الجدران والأسقف كلها تعاني الانهيار في أية لحظة فوق السكان وهو ما تعكسه الاهتزازات المتتالية سيما الزلازال الأخيرة الذي ضرب نواحي تلك المناطق، وهو الأمر -حسبهم -الذي يزيد من تخوفهم من الردم تحت الأنقاض وهو المشكل الذي دقت بشأنه العائلة ناقوس الخطر، رافعين نجدتهم لوالي العاصمة زوخ لإنقاذهم قبل الموت تحت الردم.