يعرف طبق الكسكسي انتشارا في كافة المناطق الجزائرية إذ يعد الطبق الأصيل بدون منازع الذي يحضر أفراح الجزائريين والمناسبات السعيدة فهو طبق معروف بالبركة واستعملته أمهاتنا وجداتنا منذ أمد بعيد ويبقى حضوره مميزا ولا تضاهيه أطباقا أخرى، وللتمسك أكثر بالطبق التقليدي والتعريف به احتضنت دار الحرف والصناعات التقليدية لمدينة تاجنانت بولاية ميلة بداية من هذا الأسبوع فعاليات العيد الثالث عشر للكسكسي والعجائن التقليدية وذلك بمبادرة لغرفة الصناعات التقليدية والحرف حسب ما لوحظ. ويشارك في هذه الطبعة التي تقام تحت شعار (تراث وحرف) حرفيون من 15 ولاية من البلاد في مجالات الصناعة التقليدية للكسكسي والعجائن التقليدية والحرف المرافقة مثل صناعة (القصع) الخشبية والأواني والنحاس والحلويات التقليدية وغيرها من المهارات التي تجسد التراث الوطني في مختلف صوره. وقد أشرف على افتتاح هذه التظاهرة بحضور جمهور واسع الوالي السيد عبد الرحمان كديد، إلى جانب مسؤولي غرفة الصناعات التقليدية والحرف والسلطات المحلية، وتبرز الأجنحة المشاركة وتعدادها 62 جناحا ثراء وتنوع التراث الغذائي للجزائريين حسب تعبير أحد المشاركين الذي أكد على (أهمية الحفاظ على هذا التراث وصيانته للأجيال القادمة من خلال نقله من جيجل لآخر). ومن جهتها دعت حرفية مشاركة من ولاية تبسة إلى (الإكثار من مبادرات التكوين لنقل معارف ومهارات الحرف التقليدية حتى يحافظ المجتمع على جانب هام من مقوماته الاجتماعية والاقتصادية). ودعا الوالي من جهته إلى ضرورة التفكير في (تنظيم طبعة مغاربية للكسكسي والعجائن التقليدية) العام القادم بحكم أن هذا الطبق التقليدي يشكل عامل لحمة وتواصل بين شعوب المغرب العربي. وحسب مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لميلة فإن هذه التظاهرة ستستمر إلى غاية 20 نوفمبر الجاري بتنظيم مسابقة (أحسن طبق كسكسي) وتوزيع جوائز للمتفوقين في تحضير هذا الطبق التقليدي. وقد استفاد مؤخرا 55 حرفيا بولاية ميلة من مساعدات في إطار صندوق دعم الحرف والصناعة التقليدية بتجهيزات فاقت قيمتها 14 مليون دينار جزائري حسب ما أفاد به مدير السياحة والصناعات التقليدية السيد عبد الله عاشوري.