من الواضح تماما أن الحكومة باتت تشعر بخطر حقيقي نتيجة التراجع (المرعب) في مداخيل الجزائر التي تعتمد على تصدير النفط بشكل أساسي، ولذلك فقد بدأت تصريحات بعض المسؤولين تأخذ منحى آخر، في اتجاه التشديد على ضرورة إيجاد بديل أو بدائل للاعتماد المفرط على البترول في أقرب وقت، وهو ما حرص على تأكيده وزيران على الأقل هذا الأسبوع.. أولهما الوزير الأول عبد المالك سلال. سلال شدد على أنه (من الضروري الخروج نهائيا من وضعية الاعتماد على ريع البترول) مشيرا إلى أن الجزائر (قررت الاستثمار خلال السنوات القادمة في قطاعات أساسية على غرار الفلاحة، والسياحة والطاقة). أما الوزير الثاني، فهو عبد القادر خمري وزير الشباب الذي حثّ على ضرورة إيجاد البديل للاعتماد المطلق على تصدير البترول في أقرب وقت من أجل رفع مستوى الاقتصاد الوطني، معتبرا الفلاحة أهم بديل للمحروقات، مع ضرورة استثمار العنصر البشري، وتقوية نسيج المقاولاتية للشباب وتنظيم الصفوف والاندماج من أجل استحداث ثروات تؤسس لجزائر ما بعد البترول ومضاعفة فرص الشغل وإشاعة روح الابتكار والمبادرة. وتشكل التصريحات الأخيرة لسلال وخمري ثورة حقيقية في قناعات مسؤولين كانوا يرددون أنه (لا خوف على الجزائر من تراجع أسعار النفط)، وقد تكون (صحوتهم) هذه متأخرة، ولكنها أفضل من عدم الصحو ، فإن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا..