تعدّ لحظة الولادة من أصعب اللحظات التي قد تعيشها أي امرأة في حياتها، حتى أنها قد تقرر في تلك اللحظة أنها لن تقدم على خوض هذه التجربة مرة أخرى، ولكن ما يحدث يختلف تماماً عن هذا، فالأغلبية تعاود الإنجاب مرة ثانية وربما ثالثة وأحياناً أكثر، فكل الآلام التي أجبرتها في السابق على اتخاذ قرار عدم الإنجاب ذهبت مع الرياح فور مشاهدتها جنينها، وعندما سمعت بكاءه للمرة الأولى. هذا في الحالات العادية، ولكن ماذا لو لم تكن هذه الولادة عادية كأي ولادة أخرى؟ وماذا لو لم يكن هذا المولود مثل غيره من المواليد؟ فهل ستعاود الأم وتفكر في الإنجاب من جديد؟ نعلم جميعاً أن الكثير من المواليد يسجلون حول العالم في كل دقيقة، وأغلبهم من المواليد الطبيعيين وليس بينهم أي اختلاف، ولكن بعض هؤلاء المواليد طرأ شيء غريب عليهم، أو على عملية ولادتهم، مماجعل حالات ولادتهم من الحالات الغريبة، التي لا تمر على العالم إلا بصورة نادرة، ومن خلال هذا المقال سنستعرض بعض الحالات الغريبة والأقرب إلى الخيال. أم تبلغ من العمر 5 سنوات وَلدت لينا عام 1933م في الهند، وتحديداً في قرية هندية صغيرة وغير معروفة، ووفق الإحصاءات تعتبر أصغر أم بالعالم، فالحكاية بدأت عندما كان عمرها 5 سنوات أي في سن مبكرة جداً عن السن الذي تبدأ فيه أي فتاة حتى بحلم الأمومة، ففي عمر الخامسة و8 أشهر أنجبت طفلها وبالتحديد يوم 14 ماي 1933م بدأ بطنها يكبر، حيث هرع بها والدها إلى المستشفى ظناً منه بأنه ورم، واتضح فيما بعد أنها حامل، ووضعت طفلها في التاريخ السابق وسط ذهول من الجميع، سواء أهلها أو طاقم المستشفى، والذي كان يزن 2.7 كيلوغراماً وبصحة جيدة، وبذلك تكون لينا ميدينا أصغر أم بالتاريخ. أمومة بعد السبعين ونبقى في الهند بلاد العجائب، ومن أصغر أم ننتقل للجهة المعاكسة؛ لنتعرف على أكبر أم وهي راجو لوهان، امرأة هندية قضت أكثر من خمسين عاماً من حياتها بانتظار تحقيق حلم الأمومة، وقد بدأ هذا الأمل يتلاشى تدريجياً لديها بعد بلوغها سن الخامسة والأربعين، ليصبح مستحيلاً بعد الخمسين. راجو في داخلها لم تفقد الأمل يوماً، بعد علمها بصعوبة تحقيقه رغم عدم علمها بما تخفيه لها الأيام، فقد تحقق الأمل وأصبحت أماً، ولكن بعد عشرين عاماً مضت لم تنتظر أو تسعى فيها لتصبح أماً، وضعت راجو مولودها الأول عن عمر تجاوز السبعين عاماً، لتكون بذلك أكبر أم بالتاريخ الحديث. زوجان نيجيريان سود يرزقان بطفل أشقر بين وأنجيلا هما زوجان من نيجيريا، عاشا حياة طبيعية جداً، سواء بعد زواجهما أو حتى قبله، شعرا بسعادة غامرة بعد علمهما بحمل أنجيلا الأول، وبدءا بنسج الأحلام حول هذا الطفل وحياتهما معه، والمفاجأة التي كادت أن تودي بهذه الحياة السعيدة بدأت فور ولادة أنجيلا، حيث أنجبت مولوداً أبيض البشرة وأشقر وبعينين زرقاوين بدون أي تدخل طبي، وكان حملها طبيعياً، فبدأت العيون بنهش أنجيلا والشائعات أخذت منها ما أخذت، وساءت العلاقة بين أنجيلا وبين من ناحية ثانية؛ ظناً منه أنها قد تكون خائنة، ولكن الفيصل كان بتحليل الحمض النووي الذي أصرت أنجيلا على إجرائه؛ ليثبت نسب هذا الطفل، ويسجل بالوقت ذاته حالة نادرة جداً لأبوين إفريقيين ينجبان طفلاً بصفات أوروبية. توماس بياتي رجل يحمل ويلد ربما ليست الأمور بالحقيقة كما تبدو من العنوان، فعلى الرغم من أن توماس رجل، إلا أنه بالأساس أنثى، وكانت لديه عند الولادة مشاكل جينية، حيث وجدت لديه صفات الأنثى والذكر مجتمعة، وكان توماس قد أجرى عملية تحويل جنسي ليصبح ذكراً قبل حمله بعشر سنوات، وكانت حياته طبيعية حتى اكتشف هو وزوجته أن الأخيرة غير قادرة على الإنجاب، وعندها قرر توماس خوض هذه التجربة، ولم تكن الأمور بهذه السلاسة، بل على العكس فقد تطلب الأمر تدخلاً جراحياً معقداً جداً لينجح توماس بالحمل، وبعدها قضى فترة الحمل كاملة تحت إشراف طبي شديد؛ ليرزق بطفل وهو بعمر الأربعة والثلاثين عاماً، ليكون بذلك أول رجل يحمل ويلد، شأنه شأن الإناث. توأمتان متطابقتان في كل شيء إلا لون البشرة الأمريكيان رينا وأدموند زوجان انتظرا مولودهما بفارغ صبر، وقد كان حمل رينا طبيعياً ودون أي تدخل طبي، وكانت المفاجأة عند ولادتها، فقد أنجبت طفلتين تشبهان بعضهما بشكل يكاد يكون متطابقاً باستثناء أن إحداهما بيضاء وشقراء، فيما يميل لون بشرة الأخرى إلى السواد، ورغم حالة الذهول التي أصابت الجميع في البداية إلا أن العلم قال كلمته، وهي أن هذه الحالة موجودة، ولكنها نادرة الحدوث جداً، وأنه من الوارد أن تختلف أي صفة بين الطفلتين فيما تتطابق بقية الصفات، ولكن ما حدث مع هاتين الطفلتين اللتين تبلغان من العمر الآن ست سنوات، أن الاختلاف كان بلون البشرة، وهو أمر وارد علمياً. أم بلا يدين ولا قدمين... تحمل وتلد لم تمنع الإعاقة ميليك من تحقيق حلمها بأن تكون أماً، فعلى الرغم من كونها بدون يدين أو قدمين، إلا أنها حاولت أن تمارس حياتها بشكل طبيعي، وقد سهل لها الأمر كونها من أسرة ميسورة الحال، مما ساهم في عدم تفكيرها بالعناية بالطفل بعد الولادة، وقد استطاعت ميلك وتحت إشراف طبي عالٍ أن تحمل لأول مرة، وأن تلد وهي بعمر الرابعة والعشرين، وعمر طفلها اليوم عامين ونصف، وقد كان الحمل طبيعياً إلى حد كبير، ولكن الولادة كانت قيصرية نظراً إلى ظروف إعاقة ميلك. مولود يزن 10 كيلوغرامات تعتبر حالة ولادة طفل بوزن كبير واردة في حال كانت الأم تعاني من مرض السكري، فمن المعروف علمياً أن مصابات السكري قد ينجبن أطفالاً ضخاماً إلى حد ما، ولكن ما حدث في إيطاليا مع كاميليا تجاوز كل الأرقام والتوقعات السابقة، وأنجبت طفلها الذي بلغ وزنه عند الولادة 10.2 كيلوغرامات، الأمر الذي لم يسجل بالسابق، وقد تكررت الحادثة مرة ثانية في العام 2009 في إندونيسيا، ولكن الطفل لم يكسر الرقم السابق، فقد كان وزنه فقط 8.7 كيلوغرامات، الأمر الذي يعد غريباً أيضاً. وأنحف مولودة لا تتعدى 300 غرام وعلى النقيض من الطفل الذي يزن أكثر من عشرة كيلوغرامات، لدينا روميسيا رحمن صاحبة الأصول الهندية، التي ولدت بطول يصل إلى 25 سنتيمتراً فقط ووزن أقل من 300 غرام، وقد كانت الولادة قيصرية بعد حمل استمر لمدة 25 أسبوعاً فقط، والجميل أن روميسيا استطاعت الصمود، وأكملت حياتها بشكل طبيعي، وتجاوزت مرحلة الخطر، وعمرها الآن 3 سنوات.