يبقى المختلون عقليا المشكلة التي يواجهها المتنقلون عبر الشوارع والأزقة بالنظر إلى الخطر الكبير الذي باتوا يشكلونه على المارة لاسيما بعد أن اهتدوا إلى حمل بعض الوسائل الحادة من قضبان حديدية وعصي وغيرها، والملفت للانتباه أنهم يتزايدون فترة بعد أخرى، وحسب إحصائيات المصالح المختصة في السداسي الثاني من السنة الماضية فإنه تم تسجيل أكثر من 24 ألف مريض عقلي متشرد ما يزالون يجوبون شوارع المدن والقرى دون انتشالهم من بؤر الضياع على الرغم من الرعب الذي باتوا يزرعونه في قلوب جميع الفئات الاجتماعية لاسيما النساء والعجزة· صار الكل يتنقلون عبر الأزقة والمقاطعات في غير مأمن على أرواحهم وممتلكاتهم بفعل البطش والتعنيف وشتى أشكال العنف الصادرة عن فئة المختلين عقليا الذين نجدهم منتشرين عبر كافة الأزقة والشوارع وهم يحملون شتى الوسائل الحادة من عصي وقضبان حديدية يستعملونها في الاعتداء على المارين بسبب عدم تمييزهم وفقدانهم لإدراكهم، دليل ذلك هيئتهم الخارجية التي يتضح منها جنونهم، ناهيك عن مظاهر البعض الخادشة لحياء المارة الذين ذاقوا من فئاتهم شتى الممارسات والتي وصلت إلى حد التعدي عليهم سواء بالأيادي أو باستعمال الوسائل الحادة عبر كامل الشوارع وأصبحوا بمثابة النقطة التي باتت تؤرق المواطنين وألزمتهم على التمتع بالكثير من الحيطة والحذر وترصد هؤلاء من بعيد وإلا تلقوا منهم تلك الضربات العشوائية التي أوصلت الكثيرين إلى أروقة المستشفيات والعيادات خاصة وأن ضربهم يكون من دون تمييز· ذلك ما تعرض له مؤخرا أحد الشيوخ المسنين الذي قارب سنه العقد الثامن، بحيث وبينما كان يتجول في سوق باب الوادي بالعاصمة باغته أحدهم وضربه بقضيب حديدي، ووجه له تلك الضربة التي كانت قوية صوب وجهه فأغمي عليه في الحين وأسعف من طرف المارة الذين وجهوه مباشرة إلى أقرب مشفى، خاصة وأن تلك الضربة أدت إلى تحطم زجاج نظارته الذي دخل في عينيه وتسبب له في خدوش غائرة على مستوى الحاجبين ألزمت تزويده بعدة غرز، وعبّر ذلك الشيخ أنه لم يدر بتلك الصاعقة التي حلت به من طرف ذلك المعتوه ولم يفق إلا وهو في المستشفى خاضعا للرقابة الطبية والإسعافات الضرورية بالنظر إلى هول الصدمة التي حلت به والذي تسبب فيها ذلك المعتوه المغلوب على أمره كونه انتهج ذلك السلوك العشوائي دون تمييز أو إدراك، مما يؤكد أن هؤلاء المختلين أصبحوا يشكلون خطرا كبيرا على الأصحاء وزرعوا الرعب في قلوبهم والخوف في قلوب أطفالهم خاصة الذين يتميزون بسلوك عدواني وما أكثرهم في الوقت الحالي· وكذلك الحال بالنسبة لمعتوه آخر الذي زرع الرعب قي عدة مقاطعات من العاصمة على غرار المدنية وبئر مراد رايس، بحيث تميز ذلك المعتوه الذي يقارب سنه الأربعين سنة بسلوك عدواني اتجاه الآخرين وما ساعده على ذلك هو بنيته القوية، وفي إحدى المرات انهال ضربا على عجوز فأقعدها في الفراش وذاع صيته ببعض المقاطعات، وكثيرا ما تناصح الكل باتقاء شره خاصة وأن ضربه عنيف جدا ويكون خاصة باتجاه الجنس اللطيف وكذا العجائز، وما هاتين العينتين إلا نقطة في بحر فالعشرات بل المئات من المعتوهين الذين يقبعون على أرصفة الشوارع يطبعهم السلوك العدواني اتجاه المارة والمتنقلين، ولولا يقظة الكل وانتباههم الشديد لتسبب هؤلاء في تخليف ضحايا كثر بصفة يومية بالنظر إلى شيوع بطشهم وأفعالهم اللامسؤولة