خرج عدد كبير من سكان قرية عطوش في ماكودة بتيزي وزو صبيحة أمس للمشاركة في مسيرة نظمها وناد إليها أفراد عائلة متّهمين في قضية اغتيال، حيث قضت جنايات تيزي وزو بإدانتهما رفقة متّهم ثالث بالسجن المؤبّد، حيث طالب المحتجّون من خلال اللاّفتات التي رفعوها بمراجعة الحكم القضائي، في حين اِلتقى بعض أفراد العائلات المحتجّة بالنائب العام لمجلس قضاء تيزي وزو لمناقشة الأمر. كانت محكمة جنايات تيزي وزو قد أدانت ثلاثة متّهمين بعقوبة المؤبّد بعدما تابعت المتّهم الرئيسي المدعو (ل.إ) بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، في حين تابعت المدعو (خ.ت) بالمشاركة في جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، وهي نفس الجناية التي توبع بها المتّهم الثالث (ت.م) وهو مسيّر المحشاشة مع حيازة أسلحة من الصنف 6 دون رخصة وبيع مشروبات كحولية دون رخصة، وهي الوقائع التي جرت أحداثها في محشاشة هذا الأخير الواقعة على طريق تفزيرت في شهر ديسمبر 2013 عندما دعا فرقة موسيقية لإحياء سهرة شعبية بمناسبة عيد ميلاده أمام مرأى الزبائن الذي يرتادون محشاشته من مختلف المناطق من أجل السهر، احتساء المشروبات الكحول بكلّ أنواعها وتناول وجبة طعام. وفي يوم الوقائع دخل مجموعة من الشباب من قرية (أزرو بار) التي كان من ضمنها الضحية في قضية الحال (س.ت) الذي لقي حتفه بطعنة سكّين على مستوى القلب من طرف المتّهم الرئيسي (ل.إ) الذي صرّح في جلسة المحكمة بأنه يعمل في المطبخ، ويومها سمع صراخا في الصالة صدر من هذه الجماعة التي طلبت تغيير الموسيقى، ما دفع صاحب الحانة إلى مطالبتهم بالهدوء أو مغادرة المكان، في الوقت الذي دخلت فيه جماعة أخرى من عطوش ووقفت بجانب الجماعة الأولى، لتقع بعدها مناوشات دفعت الزبائن الآخرين إلى التدخّل لتفرقتهم وفضّ الشجار، وعندما اشتدّ الوضع طلب صاحب المحلّ خروج الجميع الذين كان من بينهم المتّهم الثاني في قضية الحال، والذي غادر المحشاشة بعدما تشاجر مع أحد أقارب الضحية، ما دفع به إلى الخروج إليه ومطالبته بالبقاء وعدم المغادرة لأن الأمر لا يستحقّ، مضيفا أنه لم ينتبه إلى السكّين الذي كان في يده اليسرى، والذي كان يقطع به الطماطم كونه خرج مسرعا، وأثناء نقاشه مع صديقه في الساحة اقتربت منها جماعة (أزرو بار)، وعندما حاول تهدئة الوضع وجّهوا له لكمة واعتدوا عليه بالركلات والضرب، ما اضطرّه إلى التلويح بالسكّين دفاعا عن نفسه، وبسبب انعدام الرؤية أحسّ بأنه أصاب أحدهم لكنه لم يتعرّف عليه ولا على مكان الإصابة، كما أنه نفى رؤيته للمتّهمين الآخرين في ساحة الجريمة، وهذا ما جاء متناقضا مع تصريحاته أمام الضبطية القضائية، أين صرّح بأنه بعد الاعتداء عليه عاد إلى الحانة وأخذ السكّين الذي وجّه به ضربتين برّرها بأنه كان تحت تأثير الصدمة. المتّهم الثاني صرّح بأنه في يوم الوقائع غادر الحانة بعدما نشب بينه وبين أخ الضحية شجار، حيث عنّفه لأنه تدخّل لتهدئة الوضع، إلاّ أن (ل.أ) لحق به لاستفساره عن سبب المغادرة وحينها وصلت جماعة الضحية وحاولت الاعتداء عليه فتدخّل هذا الأخير للدفاع عنه، فقام أحدهم بسحبه إلى الوراء وبدأوا بالاعتداء عليه، وخوفا على شاحنة والده غادر المكان برفقة مرافقيه اللذين أخبراه فيما بعد بسقوط الضحية أرضا دون أن يعرف ما أصابه فعلا أو أنه قتل، وهذا ما جاء مخالفا لتصريحات أحد رفيقيه الذي صرّح بأن المتّهم أخبرهم بأنه اعتدى على الضحية بقارورة جعّة على مستوى رأسه، وهذا ما أثبته فعلا تقرير الطبيب الشرعي الذي أكّد الأمر مع تعرّض الضحية لإصابة قاتلة على مستوى القلب وطعنتين على مستوى الظهر، وهذا ما برّره هذا الأخير بأنه كان مجرّد مزحة ليسترجل أمام رفيقه فقط. مسيّر الحانة وهو المتّهم الثالث صرّح بأنه لم يشاهد ما حدث، حيث بقي داخل الحانة برفقة الفرقة الموسيقية بعدما قام بإخراج الجميع، مضيفا أنه لم ينتبه إلى خروج المتّهم الرئيسي إلى أن سمع طرقا على الباب من أحدهم يستنجد به لنقل الضحية إلى المستشفى، وفي الطريق سأل عن المعتدي عليه فأخبروه بأنهم جماعة عطوش ولاذوا بالفرار على متن شاحنتهم، على عكس ما صرّح به في محضر الضبطية القضائية أين أكّد أنه رآه يأخذ شيئا من المطبخ ويخرج مسرعا إلى الساحة وبعدها بقليل سمع طرقا على الباب، وعندما خرج وجد الضحية ساقطا على الأرض.