أعرب أرباب الأسر المتبقية في الحي القصديري بتغيلت بوقني ببلدية مكيرة بالجهة الجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو، عن استيائهم وتذمرهم، من تجاهل السلطات للمشاكل والوضعية المزرية التي يتخبطون فيها معية أفراد أسرهم مع تضخم الأمر وزيادة المعاناة التي دامت أكثر من 30 سنة خاصة بعد ترحيل جيرانهم في شهر فيفري 2012. وقد أفادنا السكان من خلال الشكوى التي رفعوها الى رئيس دائرة تيزي غنيف، وكذا شكوى أخرى موجهة للصحف الوطنية أنه وبالرغم من الشكاوى المتكررة للسلطات المحلية والمسؤولين للتدخل العاجل ووضع حد لمعاناتهم مع ترحيلهم في أقرب الآجال لسكنات لائقة، إلا إن مطالبهم ضربت عرض الحائط ولم يكترث لها من المسؤولين أي كان وهذا ما اعتبروه تماطلا للجهات المختصة في تنفيذ القرار الخاص بالقضاء على الأحياء القصديرية والهشة، إذ أكدوا لنا أن الحي يعود تاريخ تواجده بالمنطقة إلى ثمانينات القرن الماضي. أما عن الظروف المعيشة بالحي، فلقد صرحوا لنا أن حياتهم عبارة عن جحيم في ظل غياب أدنى الشروط الضرورية للحياة به، فكل البيوت هي من الصفيح تنعدم فيها شروط الحياة وحتى قنوات صرف المياه التي تعد مصدر العديد من المشاكل على غرار انتشار المياه القذرة بالحي والتي تتسبب في انتشار الروائح الكريهة معرضة بذلك حياة السكان للأوبئة والأمراض، فلقد أصبحت منازلهم ومع مرور الوقت عبارة عن إسطبلات يتذوقون فيها مرارة الحياة المتردية في كل لحظة وثانية. وما زاد من تردي الوضعية سوءا وخطورة الحيوانات الضارة والخطيرة التي تحوم في الحي المحاط بمختلف النباتات الشائكة والتي باتت تهدد حياة القاطنين به، إذ بات هذا الأخير مرتعا للجرذان والزواحف. وازداد الأمر تعقيدا مع دخول فصل الشتاء حيث تصعب الحركة في هذا الحي لانعدام الطريق والأوحال التي تحاصر السكنات، إضافة الى غياب الغاز الطبيعي وصعوبة الحصول على قوارير الغاز في هذه المنطقة، ناهيك عن المخاطر التي تترتب عن الربط العشوائي للمنازل بالتيار الكهربائي، حيث تحاصر هذه العائلات مجموعة من المخاطر التي قالوا أنها تلاعبا بحياتهم من طرف السلطات التي تركتهم غارقون فيها.