قانونيون: فكرة الصندوق إيجابية إلى حد بعيد ومن الواجب تطبيقها كشفت إحدى الدراسات الأجنبية مطلع سنة 2014، والتي قامت بإحصاء النساء العوانس في الوطن العربي أن الجزائر احتلت المرتبة الرابعة بنسبة 51 بالمائة من النساء البالغات سن الزواج، أي قرابة 11 مليون عانس، ومن بين الأسباب التي تم التركيز عليها في ارتفاع نسبة العنوسة في الجزائر، تدني المستوى المعيشي للمواطن مع غلاء المهور وكثرة متطلبات الزواج على رأسها السكن، لذلك فكر الكثير من المواطنين في ضرورة استفادة الشباب من إعانات حتى يتمكنوا من الزواج من خلال إنشاء صندوق الزواج. عتيقة مغوفل أثار صندوق المطلقات الذي تم استحداثه مؤخرا فتنة الكثير من الأوساط الاجتماعية بين مؤيد ومعارض له، فقد رأى فيه العديد من الناس تحفيزا للنساء على تطليق أزواجهنَ ومن ثمة الحصول على نفقة غذائية تمكنهنَ من العيش في راحة تامة دون الحاجة لزوج ينغص عليهنَ حياتهنَ، لذلك امتعض الشباب من هذه الفكرة ونادوا بضرورة إنشاء صندوق لإعمار البيوت لا لهدمها من خلال مساعدة الشباب على الزواج، وقد قامت أخبار اليوم برصد آراء بعض المواطنين والمختصين في الموضوع. ظروف مستعصية أخرت مشروع الزواج أول الأشخاص الذين قابلناهم من أجل سؤالهم عن رأيهم في فكرة إنشاء صندوق الزواج مثلما تم إنشاء صندوق للمطلقات، كان محمد البالغ من العمر 46 ربيعا، أعزب ولم يتمكن من الزواج ليومنا هذا رغم كبر سنه، سألناه عن السبب فرد علينا قائلا لم أستطع الزواج ليومنا هذا والسبب بسيط فأنا أعمل حارسا ليليا بإحدى المؤسسات التربوية، فراتبي الشهري لا يتعدى 18 ألف دج، وما زاد الطينة بلة أنني لا أملك شقة أتزوج فيها ولا حتى غرفة خاصة بي في بيت أهلي، فمنزلنا يتكون من ثلاث غرف ونحن عائلة تتكون من 7 أفراد، والدي وشقيقتي المطلقة بطفلين، بالإضافة إلى أختي الصغرى، وثلاثة إخوة لي هم الآخرين عزاب لم يتزوج أي منهم بسبب مشكل السكن، ورغم كل هذه الظروف شجعتني والدتي على الزواج بحجة أنَها كانت تريد رؤية أولادي قبل أن تتوفى، فتقدمت لخطبة إحدى النساء منذ 9 سنوات وبعد مرور سنة على خطبتها بدأت تلح علي بتحديد تاريخ الزفاف وأنا لم أتمكن حتى من إيجاد غرفة أسكن فيها، لذلك قمت بفسخ الخطبة منها، وقلت لها بصريح العبارة ربي يجيبلك من جهة أخرى ، وهو الأمر الذي رفضته والدتي جملة وتفصيلا وبقيت تردد علي نفس العبارة دوما ربي يفرج ، ولكني كنت أعلم دوما أن الزواج بالنسبة لي حلم بعيد المنال كبعد السماء عن الأرض فظروفي الاجتماعية لن تسمح لي بتكوين أسرة ما حيَيت ، عدنا وسألناه مرة أخرى عن رأيه في فكرة إنشاء صندوق الزواج فرد علينا أن إنشاء مثل هذا الصندوق أمر مستبعد في بلادنا، وقد علل ذلك بأن المسؤول الجزائري لا يفكر في الشباب وفي مستقبلهم بقدر ما يفكر في المشاريع الاقتصادية التي تذر أرباحا وملايير. إنشاء الصندوق أمر مستبعد إجابة محمد أثارت فضولنا لرصد آراء أناس آخرين حول موضوعنا لكن هذه المرة قمنا بسؤال العنصر النسوي، فتوجهنا للآنسة منى البالغة من العمر 33 ربيعا مخطوبة منذ 3 سنوات، وقد تعرفت على خطيبها في مقر عملها فهو زميل لها يشتغل معها في نفس المؤسسة، ولكنهما لم يحددا تاريخ الزفاف بعد والسبب أن الخطيب لا يملك سكنا، فمنزله العائلي لا يسعهما للسكن فيه، فهم أسرة تتكون من 7 أفراد، بالإضافة إلى هذا فإن شقيق خطيبها متزوج في منزله العائلي ولم تبق لهم غرف كافية حتى تتمكن منى وزوجها من السكن مع أهله، عدنا وسألناها مرة أخرى عن إمكانية وجود سبل أخرى للظفر بالسكن، فأجابتنا أنها وخطيبها لم يرضيا باستئجار بيت بسبب الغلاء الفاحش للإيجار، إلا أنها واصلت حديثها إلينا أن خطيبها قام بإيداع ملف بوكالة عدل في صيغة عدل2، وقد تم استدعاؤه مؤخرا من أجل دفع القسط الأول من ثمن السكن المراد الحصول عليه، عدنا وسألنا منى مرة أخرى عن رأيها في فكرة أن يتم إنشاء صندوق للزواج فقالت أنا لا أتوقع أن يتم إنشاء صندوق كهذا في الوقت الراهن وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة انخفاض سعر البترول من جهة، ووجود مشاريع اقتصادية أهم من صندوق الزواج، كبناء عدد كبير من السكنات الاجتماعية وتوفير مناصب الشغل للآلاف من الشباب العاطلين عن العمل. قانونيون: فكرة الصندوق إيجابية إلى حد بعيد
بعد أن استطلعنا آراء الشارع الجزائري حول فكرة إنشاء صندوق الزواج، قمنا بربط اتصال هاتفي بالأستاذة المحامية تونسي حتى نعرف آراء الحقوقيين في الفكرة، التي أكدت من جهتها أن وزارة الشؤون الدينية هي التي لها الأسبقية في إنشاء صندوق الزواج، كما أن المشرع الجزائري لا يفكر في مشاريع لإعمار بيوت الحلال بقدر ما يفكر في خرابها، لتضيف الأستاذة تونسي إنه منذ أن تم إنشاء صندوق المطلقات إلا ووجدنا أن نسبة الطلاق زادت في المجتمع بشكل رهيب، بل هناك من ذهب لأبعد من ذلك، فقد قام بعض الأزواج بتطليق نسائهم سريا أي على الحبر فقط في حين يبقون متزوجين بالفاتحة من أجل الحصول على مسكن مثلا أو الحصول على نفقة صندوق المطلقات، لذلك رافعت الأستاذة تونسي بدروها على ضرورة تدخل المشرع الجزائري ووزارة الشؤون الدينية للتفكير بشكل جدي في إنشاء صندوق الزواج للحد من انتشار الفحشاء في المجتمع الجزائري وتقليص عدد الأمهات العازبات والطفولة المجهولة النسب الذين قدر عددهم ب4000 طفل مجهول النسب سنويا. صندوق الزواج... حبر على ورق من جهة أخرى، قامت أخبار اليوم بربط اتصال هاتفي بإحدى المصادر المضطلعة بوزارة الشؤون الدينية من أجل سؤاله عن إمكانية إنشاء صندوق الزواج من طرف وزارة الشؤون الدينية، الذي أكد لنا بدوره أنه تم مناقشة فكرة إنشاء هذا الصندوق من قبل، إلا أن الفكرة بقيت حبرا على ورق، وتم استبدال الفكرة بمشروع آخر كلف به جميع أئمة المساجد على المستوى الوطني، وهو مشروع سبل الخيرات ، فحسب مصدرنا يقوم إمام كل مسجد بجمع مبالغ مالية التي تصرف في جميع أوجه الخير منها مساعدة الشباب المعوزين المقبلين على الزواج، ولكن فكرة هذا المشروع أيضا لم تطبق ولم يتم تفعيلها بل بقيت برنامجا من البرامج وفقط. الإعانة على الزواج لا تدخل في صندوق الزكاة من جهة أخرى، قامت أخبار اليوم بربط اتصال هاتفي بالسيد العابد لخضر عضو من الأعضاء المشرفين على صندوق الزكاة بمديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر، من أجل سؤاله عن إمكانية تخصيص مبلغ من المال من صندوق الزكاة حتى يتم إنشاء صندوق الزواج، إلا أن السيد العابد استبعد الفكرة وحجته في ذلك أن الصندوق وجد من أجل مساعدة الشباب على إنشاء مشاريع تنموية للحد من البطالة، وقد تم تحديد 8 أقسام التي تصرف فيها أموال صندوق الزكاة، ولم يتم إدراج إنشاء أو تقديم القروض للشباب من أجل الزواج، وحتى ولو كانت هناك مستقبلا فكرة لإنشاء صندوق الزواج فستكون في إطار ضيق.