لازالت العائلات القسنطينية تلتزم باستقبال فصل الشتاء لاسيما مع العطلة المدرسية للأبناء، وما شجعها على ذلك المناظر الطبيعية الخلابة لولاية قسنطينة ومساحاتها الغابية الخضراء على غرار غابة جبل الوحش الساحرة للأعين والأنفس بمناظرها الخلابة وبحيراتها الجميلة، بحيث ترسم صورة جميلة عبرها في هذه الآونة. وما ميزها تغريد العصافير المنبعث من الأشجار بغابة جبل الوحش بقسنطينة على الرغم من برودة الطقس وكأنه يرحب بقدوم فصل الشتاء تزامنا مع أقصر نهار في السنة المعلن عن دخول فصل الشتاء. وبدت الغابة الواقعة بأعالي مدينة قسنطينة في أبهى حلة شتوية عكستها مناظر ومشاهد طبيعية جميلة زادها تساقط المطر رومانسية، وكان الأطفال يلعبون ويمرحون بطريقتهم وسط هذه الغابة على الرغم من الأرضية المبللة، وفي الجهة المقابلة كان الأولياء الذين رافقوا أبناءهم منهمكين بتحضير وجبة الغذاء في الطبيعة آملين بأن لا تفسد عليهم الغيوم هذه الأجواء التي طالما انتظروها هم وأطفالهم. ومن بين هؤلاء عمار ناصري في العقد الرابع من عمره الذي قصد هذا الفضاء الطبيعي رفقة زوجته وأطفاله حيث قال (جئت لأستمتع بمياه البحيرات الطبيعية وبالديكور الأخضر لموقع جبل الوحش). وأردف بأن (الاعتداء على غاباتنا بدأ يتراجع وهذا شيء جميل بفضل الوعي الجماعي بأهمية المحافظة على هذه الثروة) وهو يراقب أطفاله وهم يلعبون ويمرحون. وتقدر المساحة الغابية حاليا ب13 في المائة من المساحة الإجمالية لولاية قسنطينة وهي مرشحة لأن تصل في غضون ال25 سنة المقبلة إلى المعايير الدولية المحددة ب30 بالمائة من الغابات حسبما أفاد به بعين المكان أحد أعوان الغابات، واستنادا لإحصائيات حديثة فإن مساحة ب27566 هكتار موزعة على المناطق الأساسية الأربع المتمثلة في كل من جبل الوحش وبن باديس (الهرية سابقا) وزردازة وجبل شطابة. وتتمثل الثروة الغابية لهذه المناطق حسبما أشار إليه عون الغابات في أزيد من 5 آلاف هكتار من الصنوبر الحلبي و2200 هكتار من بلوط الفلين و1250 هكتار من أشجار الكاليتوس و1200 هكتار من شجر الأرز و785 هكتار من الصرو، بالإضافة إلى 430 هكتار عبارة عن أصناف أخرى من الأشجار. وتعززت عمليات التطور التي تجري بانتظام من أجل تشجير هذه الفضاءات الغابية والإرادة الرامية إلى ضمان نمو الشجيرات والمحافظة عليها من كل أشكال الاعتداء وبعث التفاؤل بتجديد الثروة الغابية لولاية قسنطينة.