تستعد القوات الأمريكية لإنهاء مهمتها في أفغانستان بعد 13 عاما من انتشارها، فيما تطرح تساؤلات حول ما تم تحقيقه في هذه الحرب ذات التكلفة العالية. فبدلا من الشعور بالنصر مع اقتراب نهاية اطول نزاع في تاريخ الولاياتالمتحدة، يسود شعور بالندم والتعب من حرب ادت إلى مقتل اكثر من 2300 جندي أمريكي وكلفت اكثر من تريليون دولار. ويصر القادة العسكريون الأمريكيون على ان قوات الأمن الأفغانية ستتصدى ل (طالبان). لكن يتخوف بعض المسؤولين من تكرار ما حدث في العراق عندما انهار الجيش العراقي الذي تدرب على ايدي عسكريين أمريكيين في وجه تقدم تنظيم داعش. وترى الغالبية العظمى من الأمريكيين الآن ان الحرب لم تكن تستحق العناء. ويرى 23 في المئة من الجنود الأمريكيين ان المهمة كانت ناجحة، حسب استطلاعات رأي نشرت مؤخرا. وتمكنت (طالبان) من اعادة تنظيم صفوفها من معاقل آمنة في باكستان المجاورة بينما تركز انتباه واشنطن على حرب جديدة في العراق. وساهمت بعض اموال المساعدات الدولية في بناء المدارس والطرق ولكنها مسؤولة ايضا عن تعزيز الفساد بينما انتهت بعض الاموال في ايدي المتطرفين. وينهي (الناتو) مهمته القتالية ضد (طالبان) في أفغانستان الأربعاء، وسيتبقى نحو 12500 من جنود الحلف لتدريب ودعم قوات الامن الأفغانية. ويرى محللون أن التدخل الأمريكي حرم (القاعدة) من تشكيل ملاذ آمن وادى إلى الإطاحة بحركة طالبان من السلطة وخفف قمع النساء وأنشأ جيشا أفغانيا سيجعل من الصعب على المتمردين العودة إلى دورهم السابق.