كشف محمد الطاهر ديلمي، رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، عن تخصيص 100 مليار سنتيم لإنجاح الموسم الدراسي 2014 - 2015، غير أن الواقع يؤكّد استمرار تدهور قطاع التربية بسبب الخروقات والتجاوزات التي تعرفها العديد من المشاريع وغياب التنسيق بين القطاعات المعنية، مؤكّدا غياب التكفّل الطبّي وعدم جاهزية المطاعم المدرسية رغم الغلاف المالي الذي رصد لهما. أوضح ديلمي أمس خلال استضافته في منتدى يومية (المجاهد) أن الغلاف المالي الذي رصدته ولاية العاصمة لقطاع التربية لسنة 2015 قدّر ب 100 مليار سنتيم، من بينها 40 مليارا لترميم المتوسطات والثانويات في الوقت الذي كانت خصّصت في الموسم الدراسي لسنة 2014 - 2015 غلافا ماليا قدّر ب 67 مليار سنتيم، من بينها 40 مليارا وجّهت للوجبات الغذائية وتجهيزات المطاعم المدرسية و10 ملايير للدروس الخصوصية و08 ملايير سنتيم لأعوان الامتحانات ولضمان سيرها في أجواء جيّدة، إلى جانب مليار خصّص للنظّارات الطبّية للأطفال و10 للتجهيزات الطبّية على غرار كراسي طبّ الأسنان. كما أكّد رئيس لجنة التربية والتعليم بالمجلس الشعبي الولائي أنه رغم هذه المبالغ الطائلة إلاّ أن قطاع التربية ما يزال يعيش حالة من التدهور والخلل، خاصّة فيما يخص المطاعم المدرسية، مشيرا إلى أن معظم المدارس تمّ تجهيزها بتقنيات طبخ جد حديثة، غير أن المسيّرين ما يزالون يعتمدون على (الطابونة) بسبب نقص التكوين في استخدام هذه التجهيزات، داعيا المسؤولين إلى ضرورة فتح دورات تكوينية لفائدة عمال المطاعم المدرسية، مشدّدا على حرص الولاية على تقديم وجبات صحّية رغم أن الإحصائيات الأخيرة تؤكّد أن 10 بالمائة من الوجبات تقدّم باردة وتفتقر إلى النوعية. وأشار ذات المتحدّث إلى أن ملف الصحّة المدرسية ما يزال مهمّشا بسبب عدم التنسيق بين القطاعات المكلّفة بالملف والمتمثّلة في وزارة الصحّة، التربية والجماعات المحلّية، موضّحا أن وحدات الكشف الطبّي موجودة فقط في المتوسطات والثانويات، وهي لا تقوم بواجبها بسبب بعض العراقيل كغياب قاعات علاج مطابقة للمعايير، حيث قامت الولاية سنة 2010 بتخصيص غلاف مالي قدّر ب 20 مليارا لتزويد القطاع بكراسي طبّ الأسنان وتجهيزات التعقيم، غير أن معظمها بقي دون تركيب بسبب عدم توفّر قاعات العلاج على معايير مناسبة لها، خاصّة فيما يتعلّق بضيق مساحة القاعة. وأعاب ديلمي غياب المنافسة الوطنية للرياضة المدرسية، خاصّة بالعاصمة رغم تنصيب لجنة ولائية مؤقّتة لإعادة الاعتبار للرياضة المدرسية، غير أن عدم وجود اتّفاق بين القطاعات المعنية بالملف جمّد نشاطها، مؤكّدا أن القرار سيتّخذ في جانفي المقبل، معلنا في الوقت نفسه عن إعداد برنامج لمواجهة العنف المدرسي من خلال توظيف أعوان أمن وتجهيز محيط المدرسة بجدران وسياج لمنع دخول أيّ خطر خارجي، محمّلا جزءا من الظاهرة لجمعيات أولياء التلاميذ التي تتعدّى نسبة حضورها بالمؤسسات التربوية 10 بالمائة، ودعا أيضا إلى ضرورة ترشيد النفقات والاعتمادات المالية وتوجيهها إلى وِجهتها الأصلية، نافيا أن يكون ذلك له علاقة بتراجع أسعار البترول، مؤكّدا أن المجلس الشعبي الولائي يتحكّم في آلية الميزانية وآلية المتابعة والمراقبة، وأنه كان سبّاقا إلى لفت انتباه الحكومة إلى ضرورة تزويد الأحياء السكنية الجديدة بالمرافق التربوية منذ 03 سنوات.