من المنتوجات التي "استوردتها" فتياتنا ونساؤنا منذ سنوات من القنوات التلفزيونية، قبل أن تستوردها الأسواق المختصة في بيع الملابس، هي "العباءات" الخليجية والتي لاقت وتلاقي إقبالا واسعا من طرف النسوة، حتى غطت، او كادت تغطي على باقي الأنواع المعروفة. أجل، لقد صارت "العباية" موضة الفتيات والنسوة اليوم، ليس لأنها صارت تباع بكثرة في الأسواق، بل لأن القنوات التلفزيونية الخليجية والتي صار الجزائريون يقبلون عليها، على مسلسلاتها وبرامجها الترفيهية، والتي زرعت فيهم هذا الميل إلى تقاليد دول الخليج، وجعلتهم يتعلقون او يعجبون خاصة بالأزياء الخليجية، والتي كانت إلى وقت قريب لا ترتديها إلا الخليجيات، أمّا اليوم فقد انتشرت في الوطن العربي كله وفي الجزائر كذلك، وهو الأمر الذي صرنا نلحظه في الشوارع وفي الطرقات، حيث لا تجد محل ملابس، إلاّ ويبيع مثل تلك "العبايات" أو "العباءات"، ولا يُعثر على امرأة لا ترتديها او فكرت في ارتدائها، حتى أنّ هذا اللباس قد احتل مكانة الحجاب او الخمار التي تضعه الفتيات المتحجبات، ولذلك فان البعض استاء من "الظاهرة"، خاصة وان بعض تلك "العباءات" مبالغ في زينتها، أي أنها تخرج عن الحجاب الشرعي، لتتحول إلى لباس مثير. ذهبنا إلى احد المحلات التي تختص في بيع الملابس النسوية، لنتحدث إلى سامي، وهو بائع، فصارحنا بأن تلك "الملايات" تلقى إعجابا وإقبالا كبيرين، ويقول لنا عن الأنواع والأسعار: هناك "ملايات" مختلفة بحسب الأنواع والأسعار، فهناك "الملايات" السورية والأردنية واللبنانية، لكن تقبل الفتيات أكثر شيء على "الملايات" الإماراتية وهو ما يحدد السعر كذلك، ففيما يتراوح سعر "الملاية" المصنوعة هنا بالجزائر بين ألف وخمسمائة دينار إلى ألفي دينار، فان سعر "الملاية" الإماراتية قد تبلغ الثلاثين ألف دينار، ورغم أن المبلغ كبير إلاّ أنّ الفتيات يقبلن عليها بكثرة، بل أنهن يطلبن مني أن احضر الأنواع التي لم تدخل السوق بعد، فأشكال هذه "الملايات" وأنواعها لا تنتهي، وفي كل مرة يحضرون لي صنفا وشكلا آخرين، وهو ما جعل الفتيات يتعلقن كذلك بهذا النوع من اللباس الذي يمكنهن من ارتداء في كل مرّة موديلات مخالفة، حتى أنّ البعض صرن لا يرتدين إلاّ تلك "الملايات" الخليجية". وكان في المحل ربيع، وهو صديق لسمير، أراد أن يبدي رأيه في الموضوع، وهو الذي منع أخته من ارتداء تلك" الملايات"، ويشرح لنا السبب قائلا: "لي أخت متحجبة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن اسمح لها بارتداء واحدة من تلك "الملايات" الفاجرة، وبصراحة، أفضل أن تخلع أختي حجابها على أن تستهتر باللباس الشرعي، فتلك "الملايات"، أو اغلبها لا تفعل سوى إثارة الرجال، ولهذا وجب منعها نهائياً". كما أخذنا رأي فتاة كانت تريد أن تشتري واحدة من تلك "الملايات" المعروضة للبيع، فقالت لنا عنها: "إن هذه "الملايات" عمليّة، فهي سهلة الارتداء وخفيفة، وتمكننا من العمل والمشي بكل راحة، فانا أحس بخفة لا مثيل لها وأنا بداخلها، هذا بالإضافة إلى أنها محتشمة، ولو أن بعض الأنواع فيها من الزينة الشيء الكثير، إلاّ أنها في كل الأحوال خير مما ترتديه الفتيات في هذا الوقت".