بقلم: عبد الحفيظ عبد الحي منذ أيام قليلة جرت انتخابات في القطر التونسي الأولى تشريعية والثانية رئاسية أجمع الكثير أنها انتخابات تاريخية وصفت بالنزيهة حسب المتتابعين إلا أن نتيجة الانتخابات كانت في صالح حزب النداء التونسي بزعامة الباجي قائد السبسي المحسوب على النظام البائد في الانتخابات التشريعية فاز حزب النداء بفارق مريح وفي الانتخابات الرئاسية بدورتيها الأولى أفرزت عن مرور الباجي قايد السبسي ومحمد منصف المرزوقي إلى الدورة الثانية بأفضلية طفيفة للباجي قائد السبسي. خلال الدورة الثانية للانتخابات التونسية أعلن فوز الباجي قائد السبسي زد على ذلك فوز حزبه في الانتخابات التشريعية وهو الأمر الذ ي لم يستسغه الكثير بحكم أن الرجل إحدى أبرز أبناء النظام السابق ليظهر بمظهر المضطهد المسالم المنقذ بعد ثورة الياسمين. إن وصول حزب النداء إلى ما وصل إليه اليوم أغلبية في البرلمان التونسي وزعيم الحزب السبسي رئيس للجمهورية التونسية أثار الكثير من ردة هناك من رأى أن أوراق الثورة التي أطاحت بن علي سقطت في الماء هناك من أصيب بالذهول من دون أن ننسى أن هناك من دعم السبسي ورحب واستبشر بقدومه اإلى قصر قرطاج ورأى فيه رجل الاستقرار والأمن بمعنى رجل المرحلة القادمة. إن الذين عارضوا فوز السبسي بل أصابهم الذهول من فوز نزيل قرطاج الجديد انطلقوا من أرضية مفادها السبسي باختصار يعني نظام بن على البائد وهوالأمر الذي يدعوا إلى الخوف، وكما نعلم وحضرتكم تابعت الفترة الانتقالية وما خلفته من تراجع مرعب سوى على الداخل أو الخارج وهذا كله من أجل رؤية تونس ما بعد بن علي مجتمع الحريات والكرامة وغيرها من الآمال المشروعة للشعب التونسي. لقد اتخذ الشعب التونسي عنوانا عريضا خلال الثورة وبعدها وهو الخبز والماء وبن علي وما شابهه لا، لكن اليوم وصل السبسي في انتخابات أقل ما يقال عنها ديمقراطية إن الذين صوتوا لقايد السبسي قد سئموا من مرحلة انتقالية ونحن نعرف المرحلة الانتقالية ومخالفاتها والذين عارضوا وصول نزيل قرطاج لأنهم يرون فيه هو والنظام السابق وجهين لعملة وحدة وما أثار حفيظته أكثر مسألة الاستغوال السياسي إن صح التعبير، وهو أكبر ما يؤرق الأشقاء في القطر التونسي حزب النداء يملك أفضلية كبيرة في مجلس النواب وطبيعي جدا أن يشكل الحكومة وهاهو زعيم الحزب رئيس الجمهورية وهذا يزيد في تفرد الحزب وزعيمه في تسيير البلاد وقد توصل الأمور الى ما يحمد عقباه مذكرا بعلاقة حزب النداء وقيادته بالنظام السابق. * نضال متواصل ومن خلال التجربة التونسية النضالية بداية من ثورة الياسمين ومرورا بالمرحلة الانتقالية وحكم النهضة وكل الحركات الاحتجاجية التي مفادها تصحيح المسار الثوري أو تلك التي كانت تطالب بتغير الحكومة بهدف إعطاء نفس ثانٍ والبحث عن حلول بهدف الدفع بعجلة الاقتصاد لأن كل المشاكل آنذاك نجزم بأنها اقتصادية ولابد للإشارة هنا إلى درجة الوعي الكبير التي بلغها الشعب التونسي، فبعد أن أسقط نظام بن علي لم يبق مكتوف الأيدي بل وقف بنفسه على ثورته وبقي يرشد عمل السلطة في هذه الفترة وإن تطلب الأمر يقوم باحتجاجات واعتصامات في كثير من الأحيان غيرت وحلت حكومات وقفت الند للند مع السلطة على غرار الاتحاد العام للشغل وغيره من التنظيمات التي أبانت على علو كاعبها لأنها بصراحة أجبرت السلطة وأقصد حركة النهضة على التفاوض، بل تغيرت الخريطة السياسية في مرات عدة وهذا كله في سبيل الكرامة وحق الشعب التونسي المشروع مما يدل على درجة الوعي الكبيرة التي بلغها الشعب التونسي، ويعني أنه قادر على التغير في كل الظروف والأحوال وكلما اقتضت الضرورة عكس الأقطار المجاورة التي لم يكن لشعوبها النفس الطويل بدليل أنها أسقطت أنظمة وكأن المهمة انتهت وهي تدفع ثمن ذلك من خلال ما تقدم/ أريد أن أجري عملية مقارنة بسيطة على حكم النهضة في المرحلة الانتقالية وعلى حكم حزب النداء وزعيمه الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية مع أفضلية كبيرة للسبسي عكس النهضة والمرحلة الانتقالية، ورغم صعوبة هذه الأخيرة إلا أن الشعب التونسي لم يعط أي فرصة لحركة النهضة للتهاون بل وقف وأرشد عمل الأخيرة خدمة للصالح العام ولم تثنه تلك الصعوبات والأزمات المتواصلة. ومن هذا المنطلق فيمكن تبديد خوف وصول حزب النداء والسبسي إلى السلطة في تونس لأن الشعب اكتسب الكثير منذ 2010 فلا خوف على الشعب التونسي مهما من حكمه وهذا انطلاقا من التجارب التي عاشها انطلاقا من ثورة الياسمين مرورا بفترة الحكم الانتقالي وصولا إلى قيام الجمهورية التونسية الثانية وهكذا يمكن القول انه لا خوف على الشعب التونسي.