نحو إجراء 80 عملية زرع قرنية في الشهر في المستشفيات الجامعية المختصّة أفادت الدكتورة زوليخة سماعي، المسؤولة بمعهد (باستور) بالجزائر، بأن ما لا يقلّ عن 1700 مواطن جزائري بحاجة عاجلة إلى زرع القرنية، ومن المنتظر أن يتمّ ذلك خلال السنة الجارية، وكشفت من جانب آخر أنه تم ّ استلام أكثر من 40 قرنية وتمّ زرعها خلال نهاية السنة الفارطة في يوم واحد عبر مختلف مستشفيات القطر الوطني. قالت الدكتورة سماعي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إنه في الوقت الحاضر 1700 جزائري من مختلف الأعمار في حاجة إلى زرع القرنية، حسب القائمة التي حدّدتها مختلف المؤسسات الاستشفائية التي يجرى بها هذا النّوع من العمليات الجراحية، موضّحة أن معهد (باستور) سيلبّي احتياجات هذه المؤسسات باستيراد هذا العدد خلال السنة الجارية. فالقرنية هي الأنسجة الموجودة في الجزء الأمامي من العين وعملية زرعها ستساعد على إزالة الأنسجة التالفة واستبدالها بقرنية بشرية صحّية، حيث تعمل هذه الجراحة مع العدسات على قوة تركيز العين وحماية الشخص من الإصابة بالعمى. وأكّدت الأستاذة سماعي أن عملية استيراد هذا العدد من القرنية ستتمّ بالتنسيق بين معهد (باستور) الجزائر والمؤسسة الأمريكية لبنوك زرع ونقل الأعضاء. وأضافت السيّدة سماعي أن اللّجنة التي نصّبتها وزارة الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات لهذا الغرض حدّدت رزنامة بالتنسيق مع المؤسسات المعنية لإجراء عملية زرع القرنية خارج أيّام العطل الوطنية والجامعية حتى يستفيد طلبة الطبّ من التدريب حول هذه العملية. من جهة أخرى، أشادت المتحدّثة بدور الجمارك الجزائرية التي سهّلت استلام أكثر من 40 قرنية تمّ زرعها في حينها خلال 22 ديسمبر 2014 في عدّة مؤسسات استشفائية، مشيرة إلى أن هذه الأعضاء معرّضة للتلف إذا لم يتمّ احترام المدّة التي يجب أن تزرع خلالها. بدورها، ثمّنت رئيسة الجمعية الجزائرية لطبّ العيون الأستاذة أوريدة أوحاج استئناف عملية زرع القرنية في 22 ديسمبر الماضي بعد أن توقّفت لمدّة سنتين، حيث استفادت ثماني مؤسسات استشفائية جامعية عبر القطر الوطني من 6 قرنيات لكلّ واحدة منها، أربعة منها بولاية الجزائر العاصمة والبقية في كلّ من ولايات عنابة والبليدة وتيزي وزو ووهران. وفي نفس السياق، أكّدت المختصّة أن العملية ستتواصل بشكل طبيعي بعد تنظيم استيراد القرنية خلال سنة 2015، حيث ستبرمج المؤسسات الاستشفائية الجامعية التي تقوم بهذا النوع من الجراحة 40 عملية كلّ 15 يوما، أي زرع 80 قرنية في الشهر لكلّ مؤسسة استشفائية. وبخصوص عدم توفير القرنية في الجزائر أوضحت الأستاذة أوحاج أن ذلك راجع إلى عدم تنصيب بعد بنك زرع الأعضاء والأنسجة والخلايا الذي أعلنت السلطات العمومية عن إنشائه مؤخّرا، وأوضحت في نفس الإطار أن زرع القرنية كانت تجرى في الجزائر منذ السنوات الأولى للاستقلال بعد نزعها مباشرة من الجثث، لكن إجراء هذه العملية في الوقت الحالي حسب المعايير المعمول بها عالميا يخضع لإجراء عدّة تحاليل طبّية قبل عملية الزرع لتأمين زرعها للشخص الذي هو في حاجة إليها. وذكرت الأستاذة أوحاج وهي مسؤولة بمعهد (باستور) أنه تمّ إجراء بين سنوات 2000 و2011 قبل توقيف استيراد القرنية ما بين 5000 و6000 عملية زرع عبر القطر الوطني.