تتواصل معاناة العشرات من العائلات القاطنة بقرية عزوزة التابعة إقليميا لبلدية شعبة العامر، جنوب شرق ولاية بومرداس، مع الأزمة الحادة في المياه الصالحة للشرب، التي نغصت عليهم حياتهم وحوّلتها إلى جحيم لا يطاق، حتى في عز الشتاء ورغم امتلاء جل السدود المتواجدة بالولاية. ل. حمزة وأكد السكان في حديثهم ل(أخبار اليوم)، أن التزود بهذه المادة الحيوية هاته الأيام أصبح مشكلا حقيقيا يؤرق حياتهم ويثقل كاهلهم، ويضطر سكان هذه المنطقة إلى قطع مسافات طويلة لجلب ما تستطيع حمله ظهور دوابهم من كميات الماء الشروب، متحملين بذلك عدة مخاطر من الجانب الصحي، حيث أن الآبار التي يتزودون منها بالماء غير مراقبة، وهو ما يعرض صحتهم للخطر، أو بسبب ما يقتضيه جلب الماء من مسافات بعيدة من متاعب ومخاطر أخرى. ويجبرون في الكثير من الأحيان على شراء هذه المادة الحيوية من أصحاب الصهاريج الذين يقومون بجلبها من الآبار والوديان المجاورة، على غرار واد يسر، ما يجعلهم عرضة للأمراض والأوبئة، وما يضطرهم أيضا لتخصيص ميزانية إضافية لاقتناء هذه المادة الحيوية، حيث يصل ثمن الصهريج الواحد حسب سكان قرية عزوزة إلى 800 دج. وفي سياق متصل تتحمل الفلاحة تبعات هذا الواقع المزري، حيث تنزح العائلات إلى المدن المجاورة، على غرار شعبة العامر، يسر وبرج منايل، مستغنية عن أراضيها الفلاحية. وفي خضم تلك المعاناة، قام سكان قرية عزوزة بغلق مقري البلدية والولاية في أكثر من مناسبة لحمل السلطات على تحمل مسؤولياتها. وحسبما أدلى به بعضهم فإنهم توصلوا إلى افتكاك وعد كتابي من أمين عام ولاية بومرداس، يتضمن حل مشكلتهم في أسرع الآجال غير أن الأمر - يقول هؤلاء - يبقى مجرد حبر على ورق، حيث لا تزال العديد من العائلات بالقرية تعاني من أزمة خانقة من حيث التزود بالماء الصالح للشرب، وصرح أحد المواطنين أن حنفياتهم لا تصلها المياه سوى ساعة يوميا، ورغم الشكاوي التي قاموا بها قرب السلطات المعنية على مستوى البلدية والدائرة إلا أن معاناتهم لا تزال مستمرة مع هذه الأزمة التي حوّلت يومياتهم إلى جحيم لا يطاق، خاصة وأن المنطقة معروفة بالمنحدرات والجبال الوعرة التي تصعب من مهمة النساء والأطفال في جلب الماء من أجل جميع الاستعمالات من شرب وطبخ وحتى للغسل. ونظرا لضيق القرى والتجمعات السكنية يتعذر عليهم حفر الآبار وغيرها من المصادر الأخرى، حيث يعتبر توفير الماء في الحنفيات الحل الوحيد للتخلص من أزمة العطش في هذه القرية التي لا يختلف وضعها عن باقي قرى المنطقة، لذا يطالب هؤلاء مرة أخرى مديرية الري والجزائرية للمياه بالتدخل وتوفير الماء في منازلهم.