الأزمة الحاصلة في هذه الأيام والتي عرفها منتوج استهلاكي يعتبر حضوره أكثر من ضروري أثارت أعصاب المواطنين وخلقت في بعضهم عادة الركض وراء أكياس الحليب منذ الصباح الباكر وترصُّد الشاحنات المختصة في توزيعه، وما زاد من عصبيتهم هو توفر أكياس اللبن الذي يعد واحدا من مشتقات الحليب، بحيث توفر بكثرة على مستوى المحلات على حساب توفير الحليب كون أن الحليب هو مادة أساسية تدخل في تحضيره مما أدى إلى تمويه العديد من المواطنين الذين يلهثون وراء تلك الصناديق إلا أنهم عادة ما يصطدموا بأكياس اللبن بعد الوصول إليها فتضمحل آمالهم في الحصول ولو على كيس واحد من الحليب. ذلك التناقض الحاصل أدهش الجميع فكيف يذهب منتجو تلك المادة لاسيما الخواص إلى إنتاج اللبن كمادة كمالية في ظل الأزمة الحاصلة في الحليب وباعتبار أن اللبن هو مادة مشتقة من الحليب فهي تحتاج إلى كميات معتبرة منه وحتى ولو أنتج بكميات متضائلة ذلك من شأنه التأثير بالسلب في ظل الأزمة الحاصلة في هذه الأيام في مادة الحليب، ففي الوقت الذي كان على منتجيه إعادة النظر في طريقة الإنتاج والتقليص من بعض المواد الكمالية المشتقة من الحليب كالجبن والزبدة والياورت واللبن للإنقاص من الندرة الحاصلة استمروا في إنتاج تلك المواد بدليل الصناديق المصطفة أمام المحلات والتي تحوي أكياس اللبن كمادة كمالية لا يحتاج إليها المواطنون بكثرة على خلاف الحليب الذي يعد حضوره أساسيا مرتين في اليوم في اغلب الأسر الجزائرية، مما احدث تلك الثورة العارمة والطوابير التي انقلبت في الكثير من الأحيان إلى حلبات للصراع والتدافع بين المواطنين. ورأى الكثير من المواطنين أن طريقة الإنتاج زادت من حدة المشكل فكيف يستمر المنتجون في نفس ريتم العمل بإنتاج المواد الكمالية على حساب المادة الضرورية الذي يعاني المواطنون من ندرتها في هذه الأيام، وجفّت أفواه أطفالهم عن تذوق تلك المادة، وكانت العائلات محدودة الدخل الضحية الأولى خاصة وان العائلات الميسورة لا تهمها ندرة الحليب في شيء فبإمكانها التزود ببودرة الحليب مهما بلغ ثمنها، وهؤلاء الذين ركضوا وراء أكياس الحليب في هذه الأيام هم الأشخاص المغلوبون على أمرهم والذين استعصى عليهم إدخال ميزانية اقتناء مساحيق الحليب إلى ميزانية الأسرة، وفي نفس الوقت تلاعب بعض منتجي الحليب بمشاعرهم وزادوا من شقائهم بعد أن واصلوا إنتاج اللبن كمادة مشتقة من الحليب خاصة وأنها مادة كمالية تستطيع الكثير من الأسر الاستغناء عنها، على خلاف مادة الحليب التي صنعت الحدث في الأيام الأخير ومنذ حوالي شهر تقريبا والمواطنون يتخبطون في مأساة ندرة الحليب الذي اشتاق إليه أطفالهم. تقول السيدة فطيمة أنها في دوامة مع مشكل الحليب بالنظر إلى عدم قدرتها على اقتناء غبرته المتوفرة بأثمان لا تقدر عليها جل الأسر في ظل التعداد الكبير للأفراد، والتي لا تقوى على تحقيق اكتفائها إلا أكياس الحليب التي بينت عنفوانها في هذه الأيام واستكبرت على الأسر محدودة الدخل. وفي نفس الوقت قالت أن ما يحيرها هو غياب الحليب وتوفر أكياس اللبن التي عادة ما يتوهم البعض أنها حليب ولا يكتشفون حقيقتها إلا بعد الاقتراب من الصناديق.