سجلت مؤخرا مدينة المسيلة ومختلف قراها، ندرة ملموسة في قارورات غاز البوتان ذات الاستعمال الواسع، الأمر الذي تسبب في حالة اضطراب في التموين بهذه المادة الحيوية على مستوى العديد من المراكز السكنية بالمنطقة.وبسبب هذه الندرة، تشكّلت طوابير طويلة من المواطنين أمام نقاط التسويق بغية الحصول على قارورات غاز معبأة. وأكد العديد من الزبائن أنهم متواجدون منذ الصباح الباكر أمام نقاط البيع، رغم برودة الطقس من أجل الظفر بقارورة غاز، ولكن دون جدوى. وفي انطباعات متطابقة، أوضح مسيرو عدد من محطات الخدمات البترولية ومشتقاتها المتواجدة عبر الولاية، بأن حالة العجز في تلبية الحاجيات المعبر عنها من جانب الزبائن، ناجمة عن نفاد المخزون بسرعة في الأيام الأخيرة. وأوعز مسؤول قطاع الصناعة والمناجم اختلال المعادلة بين العرض والطلب مع رجوح الكفة في اتجاه قطب الطلب الى التقلبات الجوية التي طبعها انخفاض شديد في درجة الحرارة بالجهة، معتبرا أن ذلك تسبب في مضاعفة استغلال قارورات الغاز في التدفئة الى جانب الاستعمال التقليدي في الطهي. وفسحت حالة التذبذب في التغطية بمادة غاز البوتان المجال أمام ممارسة المضاربة، بحيث استغل قناصو الفرص الوضعية لزيادة السعر إذ قفز ثمن قارورة غاز واحدة من 200 دج إلى ما يفوق 300 دج. وطمأن نفس المسؤول بأن صعوبة الحصول على قارورة غاز مسألة ظرفية لاتتعدى بضعة أيام حيث تعود الوضعية إلى الحالة الطبيعية، مشيرا إلى أن تجسيد برنامج تعميم الغاز الطبيعي عبر مختلف الأنسجة العمرانية على المدى القريب سيكون بمثابة علاج جذري لمعاناة كثير من المواطنين في المجال. .. وحليب الأكياس صار أعز مفقود بتراب الولاية اشتكى السكان بعدة بلديات بولايتي المسيلةوبرج بوعريريج من ظاهرة ندرة حليب الأكياس، الذي ترتّب عنه أزمة حقيقية أرجعها هؤلاء لصعوبات التوزيع لهذه المادة وعدم احترام التجار لمواقع تسويق هذه المادة، حسب أقوال السكان الغاضبين. الوضعية التي تفاقمت هذه الأيام لدى الباعة والممونين وتجار التجزئة أصبحت لا تطاق، حيث حرمت آلاف العائلات من اقتناء أكياس الحليب الذي ألفت الأسر تقديمه لأبنائها، خاصة الأطفال المتمدرسين، منهم حسب التصريحات الغاضبة للأولياء الذين أرجعوا الأزمة للتجار الكبار والممونين للولايتين وسوء توزيع هذه المادة على المستهلكين من طرف التجار الصغار. وحسب معاينتنا لعشرات المحلات التي صارت صناديقها تشكل ديكورا يكشف عدم التزام هؤلاء بتوفير هذه المادة الضرورية، كما هو الحال ببوسعادة وحمام الضلعة وسلمان وكذا أغلب بلديات ولاية برج بوعريريج والتي تتموّن جميعها من ملبنة الحضنة بالمسيلة، فيما اتهم آخرون أصحاب الشاحنات بمنح هذه الحصص لبلديات مجاورة لولاية سطيف في غياب المراقبة، حسب أقوالهم التي استقيناها من حلقات تجمع الطوابير أمام أصحاب الشاحنات من المتعاقدين مع الوحدة التي تموّنهم حسب كميات الإنتاج حسب تصريحاتهم.