استفاق العالم الإسلامي مجددا على الوجه القبيح لحرية التعبير للعالم الغربي، مشخصا في شارلي ايبدو التي انتهكت بشكل صارخ رموز الإسلام، مستغلة حملة التضامن العالمي معها، ولقد ظهر التضامن من خلال راس الحربة، حيث كشّرت أمريكا عن أنيابها الصليبية وعبرت بشكل علني عن مشاعرها اتجاه العالم الإسلامي، من خلال التضامن مع شارلي ايبدو التي لا تزال تسخر من خير البشر ضاربة بعرض الحائط ملايين المسلمين عبر العالم.. وقالت الولاياتالمتحدةالأمريكية إن صحيفة شارلي ايبدو الساخرة لها الحق تماما في نشر صور للنبي محمد في عددها الأخير رغم احتجاج بعض المسلمين. وعلى الصفحة الأولى للعدد الذي أعده الناجون من فريق تحرير شارلي ايبدو صدر الأربعاء الوجه القبيح لما يسمونه حرية التعبير في فرنسا والعالم الغربي، حيث يظهر النبي محمد خير البشر بلباس أبيض يذرف دمعة حاملا يافطة كتب عليها أنا شارلي ، في إشارة إلى شعار ملايين المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع في فرنسا والخارج للتنديد بالهجوم على الصحيفة الذي أوقع 12 قتيلا في حانفي7 الجاري. وأعادت العديد من وسائل الإعلام الغربية نشر تلك الصفحة ، إلا أنها واجهت انتقادات من بعض المسلمين الذين يعتبرون أن الإسلام يحظر نشر أي رسم للنبي محمد. وقالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: إن واشنطن تدعم حق شارلي ايبدو في نشر الرسم . وأضافت بغض النظر عن الرأي الشخصي لأي كان، وانا اعترف أن هناك آراء شخصية محتدمة جدا حول ذلك، فإننا ندعم تماما حق شارلي ايبدو في نشر أشياء مثل هذه . وأضافت مرة أخرى نقول إن هذا هو ما يحدث في أية ديمقراطية . ومن المقرر أن تطبع صحيفة شارلي ايبدو ثلاثة ملايين نسخة من عدد الناجين ، تنشر الأربعاء. وفي العادة كانت الصحيفة تنشر 60 ألف نسخة. وكانت احتجاجات عنيفة عمت العالم الإسلامي مطلع العام 2006 بسبب نشر الصحيفة الدنمركية يلاندس- بوستن رسوما للنبي محمد أعادت شارلي ايبدو نشرها. وقالت هارف: إن واشنطن تدرك الحساسيات الدينية المتعلقة باستخدام الرسوم، إلا أن العنف لا يمكن تبريره . وأضافت اعتقد أننا سندعو المؤسسات الإخبارية أن تأخذ في الاعتبار العوامل التي تعتقد أنها مهمة، وهناك العديد من العوامل التي تؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ قرارات بالنشر سواء كانت الحرية الصحافية أو الحساسية الدينية التي أفهمها وأفهم أهميتها للكثير من الناس . إلا أنها قالت أن ذلك لا يبرر أبدا العنف أو الكراهية ، مشيرة إلى نحن ندعم بشكل مطلق حق هذه المنظمات بالنشر بحرية .