بلادنا تحارب الارهاب بشراسة و ترفض المساومة الغربية يفرض الاتحاد الأوروبي ضغوطا رهيبة على دول عربية وإسلامية، من بينها الجزائر، مستغلا الصخب العالمي الذي صاحب هجمات باريس وفظاعة تمدّد تنظيم (داعش) الإرهابي من أجل إقحامها في تحالف دولي أو بالأحرى (أجندة قذرة) لمحاربة ما وصفوه بالإرهاب، هذه الضغوط تقابلها الجزائر إلى حد الآن بحرص شديد والتزام بمحاربة الإرهاب داخل أراضيها وليس في الخارج، وإن كانت مع قناعة مكافحة الإرهاب في أيّ دولة (فإنها مسؤولية المجتمع الدولي ككل). دعا الاتحاد الأوروبي أمس إلى تحالف مع دول عربية وإسلامية، من بينها الجزائر لمحاربة ما وصفوه بالإرهاب. وقرّر الاتحاد التنسيق في مجال (تبادل المعلومات). ومن بين الأفكار المطروحة شنّ حملة على تهريب السلاح ودعم الشرطة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلا عن إنشاء شبكة جديدة من عناصر الأمن الأوروبيين في الخارج من خلال سعيهم لردّ موحّد على أيّ تهديدات عقب هجمات باريس التي يبدو أن صنّاع القرار في الغرب يريدون استغلالها لتنفيذ أجندتهم القذرة في المنطقة. وفي السياق، اِلتقت ممثّلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وحثّته على التعاون مع الاتحاد لمواجهة ما يسمّى الإرهاب. وقالت موغيريني بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن على الاتحاد إنشاءَ تحالف مع الدول العربية وتعزيزَه دوليا لتفادي التهديد الذي يواجه العالم، على حد تعبيرها. وأقرّ الاتحاد الأوروبي ما سمّاه تنسيقا أفضل في مجال (تبادل المعلومات) و(الاستخبارات) داخل الاتحاد وكذلك مع (دول أخرى)، وذكر في هذا الصدد تركيا ومصر ودول الخليج وأيضا (شمال إفريقيا وأفريقيا وآسيا). وقد بحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إنشاء شبكة جديدة من عناصر الأمن الأوروبيين في الخارج خلال سعيهم من أجل ردّ موحّد على أيّ تهديدات عقب هجمات باريس في 7 جانفي. وتتضمّن إحدى الأفكار (العابرة للقارات) إرسال مسؤولي أمن أوروبيين إلى بعثات الاتحاد الأوروبي في الخارج من أجل جمع ونقل المعلومات بشأن ما يسمّى بالتهديد الإرهابي. قالت فدريكا موجيريني، منسّقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحفي إن (المسألة تتعلّق بنشر أشخاص على الأرض يمكنهم الاتّصال على نفس مستوى ضبّاط الأمن في البلاد التي بها بعثات). ومن بين الأولويات شنّ حملة على تهريب السلاح ودعم الشرطة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنع مواطني الاتحاد الأوروبي من المغادرة للقتال في الخارج والتضييق على ما يسمّى بالإسلاميين المتشدّدين على الأنترنت لمنعهم من القيام بأعمال عنف في بلدان الاتحاد الأوروبي. وبمقابل كلّ هذه الضغوط الأوروبية التي تسعى من خلالها إلى تنفيذ أجندتها القذرة في المنطقة تلتزم الجزائر بأن تكون وفية لعهدها في مكافحة أيّ احتمال لتمدد الجماعات الإرهابية الدولية في الجزائر عن طريق تكثيف جهود محاربة الإرهاب ودعم جيران الجزائر في تونس وليبيا والساحل من أجل القضاء على أيّ احتمال لتمدّد هذه الجماعات إلى مناطق نفوذ جديدة في الساحل وفي شمال إفريقيا، وهو ما تشير إليه الرسائل التي يوجّهها نائب وزير الدفاع الفريق أحمد فايد صالحو والتي تؤكّد اِلتزام الجزائر بمحاربة الإرهاب داخل أراضيها وليس في الخارج، وأن مسؤولية محاربة الإرهاب الدولي منوطة بالمجتمع الدولي ككل وليس بدولة أو بمجموعة دول تحتكر القرار. وفي السياق، قالت مصادر دبلوماسية إن (الجزائر ترفض بالمطلق كمبدأ راسخ في السياسة الخارجية المشاركة في التحالفات الدولية ضد الإرهاب، وإن كانت الجزائر متّفقة تماما مع قناعة مكافحة الإرهاب في أيّ دولة، لكنها تحرص على الخوض في هذه المسألة ومعالجتها ضمن أشكال الحوارات الفردية أو مع المجموعات).