يعتبر الموقع الذي يحتضن بحيرة سيدي امحمد بن علي غير بعيد عن مدينة سيدي-بلعباس وتقريبا عند سفح جبل (تسالة) ببلدية عين تريد فضاء طبيعيا ذا جمال خلاب وفريد يستقطب خلال نهاية الأسبوع والعطلات المدرسية الآلاف من الزوار بحثا عن الهدوء والهواء النقي. وتتيح البحيرة بدون شك لحظات من الاسترخاء والتأمل وسط منظر طبيعي جذاب. ويعد الموقع عينة حية للروائع الطبيعية التي تزخر بها الجزائر. وباعتبار أن جزءا كبيرا من ضفاف البحيرة يقع في منحدرات فإن الكثير من الأوساخ تتراكم غير بعيد عن المسطح المائي لا سيما على مستوى أماكن تواجد القصب. ويتعين القيام بعمل تحسيسي في اتجاه المتنزهين وزوار الموقع. للعلم فقد أجريت تهيئة أولى في الماضي ولكنها لم تعط النتائج المرجوة لتثمين كل إمكانات هذا المكان الخلاب والهادئ ، ولتدارك الوضع وتحسين منظر الموقع الذي يشكل مفخرة للمنطقة تم إعداد برنامج طموح من قبل السلطات المختصة. ويتضمن المشروع إنجاز حديقة حضرية ومتحف بيئي وحديقة للحيوانات بالإضافة إلى مسلك مخصص للراجلين وموقفين للسيارات ومطاعم ومسالك للركض وغيرها من المرافق المقرر إنجازها بالخشب. كما سيجسد برنامج واسع النطاق لزراعة النخيل وشجيرات التزيين. ويرمى هذا البرنامج الإيكولوجي المندمج والمتكامل إلى تحويل البحيرة ذات البعد البيئي إلى منطقة سياحية ستجذب العديد من الزوار من سيدي بلعباس وخارجها كما ذكرت وزيرة تهيئة الإقليم والبيئة دليلة بوجمعة خلال زيارتها الأخيرة للولاية. وكانت قد أشارت في هذا السياق إلى أن هذا المكان للاستجمام ذو المنظر الرائع يحتوي على ثروة نباتية وحيوانية هامة. يذكر أنه يتعين رصد نحو 630 مليون دج لتجسيد هذا المشروع الرامي إلي تحسين الإطار المعيشي للمواطنين. وستجرى العديد من الدراسات ضمن المشروع إلى جانب جرد الثروة الحيوانية والنباتية لهذه المنطقة الرطبة المقترحة للتصنيف في إطار اتفاقية (رامسار). وسيتم تهيئة شاطئ اصطناعي على مستوى بحيرة سيدي أمحمد بن علي مع العلم أن سكان مدينة سيدي بلعباس الداخلية مجبرون خلال فصل الصيف على قطع عدة عشرات من الكيلوميترات للاستجمام والترفيه بإحدى المناطق الساحلية. وقد تم تقديم هذا المشروع التي انطلقت أشغاله مؤخرا لوزير الشباب الرياضة محمد تهمي خلال زيارته لولاية سيدي بلعباس منذ بضعة أشهر. وسيتربع حوض هذا الشاطئ الاصطناعي على مساحة 7.700 متر مربع وعمق يتراوح بين 8ر0 و1 متر كما أشير إليه. ويتم التكفل بهذا المشروع من طرف المديرية المحلية للموارد المحلية حيث ستقام أشغال التهيئة وتحويل مياه البحيرة نحو الشاطئ الاصطناعي ومعالجتها وتركيب التجهيزات اللازمة لخلق أمواج صغيرة.