بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، على إثر وفاة العاهل السعودي عبد اللّه بن عبد العزيز آل سعود قال فيها إن هذا الأخير (كرّس حياته خدمة للإسلام والمسلمين وجعل بلاده منار حضارة). وقرّر الرئيس بوتفليقة، من جانب آخر، حِدادا رسميا مدّته ثلاثة أيّام لمقاسمة السعوديين أحزانهم بفقد ملكهم. جاء في برقية التعزية التي وجّهها بوتفليقة إلى ملك السعودية الجديد أن الراحل (هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد اللّه الملك الذي له في كلّ قلب عرش محبّة وتاج وصولجان وفي كلّ دقيقة عاشها برّ وفضل وإحسان، والذي كرّس حياته خدمة للإسلام والمسلمين فبني لهم صروح عبادة). وأضاف رئيس الجمهورية يقول إن الراحل كان (الملك الذي جعل من بلاده منار حضارة وبوّأها بحنكته وحصافته بين الأمم مكان الصدارة، والذي له في كلّ بلد إسلامي مآثر ومكارم الملك الذي رزئ بموته كثير اتّسع بحياته أملهم وراق لهم العيش في كنف الاستقرار والازدهار الملك الذي كان حضوره ينشر في قاعات المؤتمرات واللقاءات جوا مفعما بالتفاؤل ومبشرا بالنجاح والتوفيق). وقال رئيس الدولة إن الفقيد كان (الملك الذي كان رأيه الرأي في المشاكل والأزمات وقوله الفصل في الأحداث والملمّات الملك الذي فقده العرب والمسلمون وهم أحوج ما يكونون إليه في عالمنا اليوم الذي ينوء بأزماته وتحولاته المضيء بمواقف رجالاته). لكن إرادة اللّه جلّ جلاله -يضيف رئيس الجمهورية- (قضت أن تحرمهم من فضائله وخدماته وليس لهم من باب للعزاء إلا الصبر والإيمان بما قضت مشيئة الله وأن تبقى مسيرته تندى بها الألسن وتتأسى بها الأجيال في قادم الزمان). وكتب الرئيس بوتفليقة في برقيته: (بقلب ملءه الأسى والألم تلقّينا نبأ الفاجعة الأليمة التي حلّت بالشعب السعودي الشقيق والأمة العربية والإسلامية جمعاء بانتقال المغفور له بإذنه تعالى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد اللّه إلى رحمة ربه وعفوه وهم الذين كانوا جميعا ينتظرون أن يكون ما أصابه من ضر ليس سوى عارض صحّي لا يلبث أن يزول ويعود بعده إلى متابعة مهامه النبيلة). وأضاف رئيس الجمهورية: (لا أملك أمام هذا المصاب العظيم وفي هذا الجو الذي غطّت فيه سحب الحزن سماء العالم إلاّ أن أتوجّه إلى جلالتكم ومن خلالكم إلى كلّ فرد من أسرة آل سعود الكرام وإلى كافّة الشعب السعودي الشقيق باسمي الخاص ونيابة عن الشعب الجزائري وحكومته باحر التعازي وأصدق عبارات السلوان). وختم رئيس الدولة برقيته بالقول: (نسأل اللّه الذي شملت رحمته كلّ شيء أن يتغمّد فقيدنا الغالي برحمته ويجلّله برضوانه ومغفرته، وأن يبني له بيتا في الجنّة يستقرّ فيه عظيما كما كان في الدنيا عظيما، داعيا إيّاه أن ينزل في قلوبكم جميعا الصبر الجميل ويوفّي لكم الأجر الذي وعد به الصابرين). الجزائريون يؤدّون صلاة الغائب على الملك عبد اللّه أدّى عدد كبير من الجزائريين أمس الجمعة صلاة الغائب عبر مساجد القطر الوطني على روح الملك السعودي الراحل بعد أن أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إقامة صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة إثر وفاة العاهل السعودي الملك عبد اللّه بن عبد العزيز آل سعود الذي وافته المنية أمس الخميس. وحسب بيان للوزارة فقد تقرّر إقامة صلاة الغائب عقب صلاة الجمعة عبر كافّة مساجد الجمهورية. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أعلن أمس الجمعة حِدادا لمدّة ثلاثة أيّام عبر كافّة التراب الوطني إثر وفاة العاهل، كما عيّن وفدا بقيادة رئيس مجلس الأمّة عبد القادر بن صالح لتمثيله في مراسيم جنازة العاهل السعودي.