أفتى عدد من فقهاء الأزهر بأن القتلى الذين يسقطون نتيجة مشاركتهم في المشاحنات الانتخابية "ليسوا بشهداء"، وأن مشاركتهم في أعمال عنف لإنجاح مرشح بعينه "أمر يأثمون عليه"، وهذا بخلاف من قُتل بلا مشاركة في العنف، ولا نية له، كأن يذهب ضحية المتشاجرين. وكان ستة قتلى سقطوا الأحد الماضي في الانتخابات البرلمانية المصرية، بالمطرية وكفر الشيخ والدقهلية والشرقية والمنوفية خلال مشاحنات حادة بين أنصار المرشحين، أو بينهم وبين عناصر الأمن، استخدموا فيها أنواعاً مختلفة من الأسلحة والعصي والاشتباكات بالأيدي. وأوضح الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن قتلى المشاحنات الانتخابية ليسوا شهداء "لأنهم يتنافسون على مقاعد حزبية ومصالح دنيوية خاصة"؛ مستدلاً بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار". وأشار إلى أنه لا سبيل ل"الشهادة" في الانتخابات باستخدام العنف "لأن هذا ليس دفاعاً عن رأي؛ فمن له رأي يبديه فإذا اقتنع الناس به فلا بأس وإذا لم يقتنعوا فلا مجال للتشاحن". واستطرد قائلا: "لماذا لا يتقاتل الآخرون في انتخاباتهم في الدول الغربية؟ والجواب أنهم يعرفون أن الانتخابات هي نوع من إبداء الرأي وليس مجالا للتشاجر والنزاع". وأضاف بيومي أن "الأصل في الإسلام أن يكون التنافس شريفاً وسليماً، ولابد وأن يُترك الحقد، ولا داعي أن تدخل المعارك الانتخابية كل هذه النوازع الرخيصة.. فمن يبتغي الصالح العام لن يهمه تشاحن الناس.. ولا يعنيه أن ينجح أم لا؛ لأنه يريد النجاح من أجل الصالح العام". وأكد أن الذي يسعى للتشاحن، ويشارك فيه يضيع على نفسه الأجر، ويثبت أنه لا يريد الصالح العام وإنما الشخصي، ويريد المصلحة الدنيوية". الأمن والأمان كما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر الشريف، إن كل من يقتل أو يموت بسبب المشاحنات الانتخابية ليس بشهيد في "انتخابات المفروض بها أن تسير بأمن وأمان وموضوعية وبعيدة عن المشاحنات، ومن يقتل من أجل مرشح ليس شهيداً، وسيحاسب على قتل نفسه لأنه أوردها موارد الفتنة، والانتخابات ليس فيها ما يستدعي أن يقتل الإنسان نفسه". ومن جانبه قال الشيخ محمد الجزار، أمين عام لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقاً: "إن المعارك الانتخابية ليست كالمعارك الحربية التي فيها دفاع عن الوطن والدين وإعلاء كلمة الله عز وجل، وإنما هي معارك لإيصال شخص بعينه إلى مقعد داخل البرلمان؛ ولذلك فإن الناخب الذي يموت في هذه المعارك لا يمكن أن نجزم القول بأنه شهيد مثل شهيد المعركة". وبحسب ما أعلنته منظمات من المجتمع المدني ووسائل الإعلام، فقد سقط في الانتخابات المصرية ما بين 4 إلى 8 قتلى، بعضهم سقط خلال مشاحنات، وبعضهم لعوامل طبيعية مثل التعرض لأزمة قلبية أو نوبة سكري، وآخرين دهستهم سيارة مسرعة. فيما أكد أحمد شوقي، رئيس غرفة العمليات في اللجنة العليا للانتخابات، أن القتلى سقطوا جميعاً لأسباب لا علاقة لها بالانتخابات.