انتقدت الولاياتالمتحدة الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مصر وقالت إن التقارير عن المخالفات التي شهدتها تثير التساؤلات حول نزاهة وشفافية العملية الانتخابية. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي عن خيبة أمل بلاده تجاه التقارير التي تحدثت قبل الانتخابات عن افساد الحملات الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال أنصارهم وكذلك حرمان بعض الاصوات المعارضة من الوصول إلى أجهزة الاعلام. وأضاف المتحدث أن بلاده منزعجة من التقارير التي تحدثت عن تدخل قوات الأمن وقيامها بعمليات ترهيب في يوم الاقتراع. كما أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين أن الانتخابات التشريعية المصرية لم تكن حرة وشابتها مخالفات لا حصر لها. وفي وقت متأخر من يوم أمس أعلنت النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشعب بفوز كبير للحزب الوطني الحاكم، وتراجع كبير لجماعة الإخوان المسلمين التي اقرت بأن أيا من مرشحيها لم يفز في الجولة الأولى. واعتبرت الجماعة أن الانتخابات باطلة بسبب التزوير الذي تتهم الحزب الحاكم بالوقوف وراءه. وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن ثلاثة أشخاص قتلو وأصيب العشرات يوم الاثنين الفارط خلال اشتباكات مع الشرطة بعد اعلان نتائج لانتخابات مجلس الشعب وكانت المواجهات الاعنف اثناء عملية الفرز في دائرة مشتول السوق في محافظة الشرقية والذي قتل فيه الاشخاص الثلاثة. واشعل محتجون النار في عدد من السيارات والاطارات وفي مركزي تصويت كما اصطدموا مع الشرطة التي اطلقت الغاز المسيل للدموع ضد المشاركين في الاحتجاجات ضد ما يصفونه بعمليات تزوير واسعة قام بها الحزب الحاكم للهيمنة في الانتخابات البرلمانية. كما ترددت أنباء عن وقوع مصادكات في محافظات أسوان وأسيوط والغربية. وأفاد المراسلون عبر قراءة النتائج انه نجح وزراء ومسؤولون ورجال اعمال بينما لم ينجح من مثلوا جبهة المعارضة الرئيسية في مجلس الشعب المصري خلال السنوات الخمس الماضية وهم جماعة الاخوان المسلمين. إضافة إلى أن النتائج الاولية تشير إلى فوز جميع الوزراء المصريين الذين ترشحوا في الانتخابات الحالية ومن بينهم سامح فهمي وزير البترول ومحمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري وعلي المصيلحي وزيرالتضامن الاجتماعي وأمين أباظه وزير الزراعة ويوسف بطرس غالي وزير المالية وفائزة ابو النجا وزيرة التعاون الدولي وسيد مشعل وزير الانتاج الحربي. كما احتفظ كل من احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بمقعديهما في مجلس الشعب. واقرت حركة الاخوان المسلمين ان اغلب نوابها ان لم يكن كلهم قد فقدوا مقاعدهم في البرلمان بما وصفوه هم واخرون عملية تزوير ضخمة. وقال متحدث باسم الجماعة ان جماعته خسرت دوائر بالقاهرة والاسكندرية وبور سعيد. واشارت تقارير إلى ان ما لايزيد عن 15 من اعضاء الجماعة سوف يخوضون انتخابات الاعادة المقرر اجراؤها يوم الاحد القادم. ورفع المتحدث باسم الجماعة وليد شلبي الرقم، قائلا لوكالة فرانس برس انه طبقا للنتائج التي اعلنت في الدوائر فان 21 من مرشحي الاخوان سيخوضون دور الاعادة الاحد المقبل. ونقلت عن القيادي الرفيع في جماعة الاخوان عصام العريان قوله ان الانتخابات باطلة والتزوير واضح مشيرا الى انه يتم التلاعب حتى في نتائج فرزالصناديق. وقال طوال الليل هناك تغييرات مستمرة في النتائج التي تعلنها اللجان العامة في الدوائر، بمعنى انه يتم اعلان نتيجة ثم تغييرها وضباط الشرطة هم الذين يعطون التعليمات بشأن كيفية خروج النتائج. وكان الاخوان شاركوا بقرابة 130 مرشحا في الانتخابات، بيد انهم كما يبدو فقدوا نسبة المقاعد العالية(88 مقعدا) التي كانوا يتمتعون بها في المجلس السابق. ومع تواصل عملية فرز الاصوات تواصلت احتجاجات انصار جماعة الاخوان المسلمين طوال ليلة الاحد وصباح الاثنين. وتجمع المئات من انصار الاخوان المسلمين امام مراكز الاقتراع في مناطق بالقاهرة والاسكندرية متهمين السلطات المصرية بتزوير نتائج الانتخابات لصالح الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم برئاسة الرئيس حسني مبارك. وتواصلت شكاوى المعارضة مع فرز الاصوات بتوجيه اتهامات للحكومة بالقيام بعمليات تزوير، وكان عدد من الشكاوى المقدمة قد انصب حول منع مندوبي المرشحين من دخول للجان الانتخابية واغلاق بعض مراكز هذه اللجان امام الراغبين للادلاء باصواتهم. وكان عدد من المرشحين انسحبوا احتجاجا على تزوير الانتخابات على حد وصفهم وهي اتهامات نفاها كبار المسؤولين المصريين، بينما تقول اللجنة العليا للانتخابات إن العملية الانتخابية سارت على ما يرام. وأكد المستشار سامح الكاشف، المتحدث الرسمي باسم اللجنة أن أحداث التي جرت يوم الاقتراع لم تؤثر على الأداء العام للعملية الانتخابية، مضيفا في مؤتمر صحفي أنه تم حل جميع المشاكل بالتعاون مع أجهزة الأمن وأن الانتخابات سارت على ما يرام. ويقول المراسلون أن النتائج الاولية تفيد بنجاح بعض مرشحي حزب الوفد الذي تقدم بالعدد الاكبر من المرشحين بعد الحزب الوطني الحاكم كما هي الحال مع مرشح الوفد في دائرة جرجة في صعيد مصر منير فخري عبد النور ومرشحة الوفد في القليوبية منى مكرم عبيد ومرشح الوفد في دائرة الدقي والعجوزة سفير نور. وقد نقلت صناديق الاقتراع وسط إجراءات امنية مشددة إلى مراكز الفرز بينما اعلنت اللجنة العليا للانتخابات أنها في حالة انعقاد دائم. الا ان عدد من منظمات المجتمع المدني المصرية، التي راقبت الانتخابات، قالت بوجود انتهاكات واسعة في عمليات الاقتراع. فقد قال التحالف المصري لمراقبة الانتخابات، الذي يضم 123 منظمة حقوقية مصرية، ان ظاهرة العنف برزت منذ اللحظات الاولى للعملية الانتخابية. واضاف في تقرير اصدره ان الانتخابات شهدت جملة من الانتهاكات والتجاوزات تمثلت في المبادرة باستخدام العنف والقوة منذ الساعات الاولى لبدء العملية الانتخابية وهو امر يهدد العملية الانتخابية ويجعل العنف هو سلاح الانتخابات. وتابع انه سجل حالات منع لمراقبي المجتمع المدني من دخول مكاتب الاقتراع كما اشار الى ان بعض المكاتب تم فيها تسويد بطاقات الاقتراع لصالح مرشحي الحزب الوطني، اي ملء الصناديق ببطاقات اقتراع مزورة. وكان الناخبون المصريون قد اقترعوا الأحد لاختيار 508 نواب في مجلس الشعب بينهم 64 امرأة. وتنافس على مقاعد مجلس الشعب المصري 5064 مرشحا، عدد الرجال منهم 4686 مرشحا للفوز ب444 مقعدا في البرلمان بينهم 1188 مرشحا يمثلون احزابا سياسية و3498 مرشحا مستقلا. وتنافس على المقاعد ال 64 المخصصة للنساء 378 مرشحة منهن 145 مرشحة عن احزاب و233 مرشحة مستقلة.