معوقات تمنع الجمعيات الخيرية من مزاولة نشاطاتها الإنسانية كشف الدكتور فارس مسدور في تصريح ل (أخبار اليوم) أن القطاع الخيري يمكنه أن يساهم بدوره في توفير مناصب شغل في مختلف التخصّصات، لأن العمل الخيري يشمل كلاّ من القطاع الخاص والقطاع العام وعدّة جوانب منها الجانب الصحّي وجانب الخدمات وجوانب أخرى، ومن خلال النشاطات التي يتضمّنها العمل الخيري نستطيع خلق مناصب شغل لفئة الشباب العاطلين عن العمل. أكّد الدكتور فارس مسدور، أستاذ في العلوم الاقتصادية بجامعة البليدة (سعد دحلب) والناشط الجمعوي بجمعية (نسيمة) لمرضى السرطان، أنه من الضروري تدعيم القطاع الخيري في الجزائر، معتبرا أننا لم نرتق بعد إلى مستوى العمل الخيري الجمعوي الحقيقي نظرا لما توصّلت إليه الجمعيات الخيرية في الدول الغربية، خاصّة (بريطانيا وأمريكا)، فيما أشار إلى أن هذه الأخيرة تقوم بدورها بتوظيف أزيد من 6 بالمائة من القوّة العاملة من خلال المجالات والتخصّصات التي يشملها القطاع الخيري. وفي نفس السياق، تحدّث بعض المدراء الفرعيين والنشطاء الجمعويين لدى استضافتهم في برنامج (للشباب) للقناة الأولى للإذاعة الوطنية الذي تمّ بثّه الخميس الفارط عن أهمّ المعوقات التي تواجه الجمعيات الخيرية في مزاولة نشاطها الإنساني، حيث أكّدوا ضرورة دعم الجمعيات الخيرية والقضاء على كلّ العراقيل التي تواجهها بما فيها البيروقراطية. وفي هذا الإطار، اعتبر أحمد بن عروس، المدير الفرعي المكلّف بالحركة الجمعوية على مستوى وزارة التضامن الوطني، أن العمل التطوّعي الخيري الذي يجسّد مبدأ التكافل الاجتماعي يعدّ ضرورة مُلحّة لأنه يساهم في تنمية المجتمعات وتنمية قدرات الأفراد، مؤكّدا أن دائرته تدعّم العمل التطوّعي المنظّم سنويا لتحقيق أهدافها إلى جانب التركيز على تكوين مؤطّري الجمعيات. كما كشف المتحدّث أنه في إطار عملية تحسين البطاقة الوطنية إلى غاية جانفي 2014 تمّ إحصاء 2000 و157 جمعية يندرج نشاطها في إطار المجال الخيري الإنساني على مستوى 48 ولاية مطابقة لأحكام القانون 06/12، منها 547 جمعية اجتماعية للتضامن. وأشار بن عروس إلى أنه تمّ في سنة 2014 تخصيص ميزانية تقدّر ب 350 مليون و812 ألف دج، أي أكثر من 35 مليار سنتيم لهذه الجمعيات لإنجاز مشاريعها، مبرزا أن الأغلفة المالية تمنح حسب احتياجات كلّ جمعية ونوعية نشاطاتها والخدمات التي تقدّمها، حيث هناك عقد تلتزم كلّ الجمعيات الخيرية باحترامه. كما صرّح ذات المتحدّث بأنه من الضروري أن نعمل في إطار البرنامج الخماسي 2015 على إقحام الحركة الجمعوية في مشاريع هدفها النمو الاقتصادي من خلال إشراك الخواص وإدماج الشباب في هذه المشاريع. من جهته، أشار عبد اللّه يحياوي، وهو ناشط جمعوي ورئيس فريق متطوّعي العرب وسفير مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة لجامعة الدول العربية، في تدخّله إلى المعوقات التي تواجه عمل الجمعيات الخيرية في الجزائر، ومنها عدم توفّر الوسائل اللوجيستية والبيروقراطية الإدارية. واعتبر ذات المتحدّث أن هناك فجوة بين الجمعيات والشباب، لذلك يجب أن يكون هناك دعم للعمل التطوّعي المنظّم لتحفيز الشباب على المشاركة في هذا النشاط الإنساني.