كشفت أرقام عالمية حديثة جدا أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في قائمة أغنى البلدان الإفريقية، بفضل احتياطاتها الهائلة من ثروات مختلفة، جعلتها تتقدم بلدانا كبيرة أخرى، وتجعل الجزائريين يأملون استغلال هذا الثراء لتطوير اقتصادهم وتحسين أوضاعهم المعيشية أكثر.. وسمحت الثروات الطبيعية التي تتوفر عليها الجزائر باحتلال مرتبة متقدمة جدا، هي الثالثة، بين أثرياء القارة السمراء، وراء كل نيجيرياوجنوب إفريقيا،. وحلت نيجيريا في مقدمة الدول الغنية في القارة الإفريقية نظرا لتوفرها على موارد طاقية مهمة.. وجاءت جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية متبوعة بالجزائر ثم مصر، وهذه الدول الأربعة تمثل 56 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي الخام للقارة الإفريقية. وفي ظل تراجع أسعار البترول وأهميته، تُراهن الجزائر كثيرا على الغاز الطبيعي، وبعيدا عن استغلال الغاز الصخري، ربما مستقبلا، تشير أحدث المعطيات إلى أن بلادنا تتوفر على مخزون هائل من الغاز الطبيعي. وفي هذا السياق، أكد مصدر مسؤول بمجمع سوناطراك أن إنتاج الجزائر من الغاز الطبيعي سيرتفع إلى 153 مليار متر مكعب سنويا في آفاق 2019 وذلك بفضل دخول العديد من المشاريع الغازية مرحلة الإنتاج. وقال المصدر نفسه في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: أنتجنا سنة 2014 نحو 131 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي منها 27 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تم تصديره عبر الأنابيب و28 مليون متر مكعب من الغاز المميع تم تصديره عبر البواخر. ونتوقع على المدى المتوسط الوصول إلى إنتاج 151 مليار متر مكعب في آفاق 2019 . وأضاف نفس المصدر أن زيادة الإنتاج هذه ستأتي من العديد من الحقول الغازية التي ستشرع تدريجيا في الإنتاج في الخمس سنوات القادمة. ويتعلق الأمر بحقول غازية يستغلها مجمع سوناطراك لوحده بقدراته الذاتية والتي تقع في تينهرت (إليزي) وقاسي طويل (ورقلة) وأحنت (عين صالح) ومنزل لجمت شرق (إليزي) وبئر بركين (ورقلة). أما المشاريع الغازية التي هي في طور الإنجاز بالشراكة فتتمثل في توات غاز مع المجمع الفرنسي جي دي أف سياز ومشروع عين صالح جنوب مع المجمع البريطاني بريتيش بتروليوم والنرويجي ستاتويل ومشروع رقان شمال الذي ستستغله سوناطراك مع الشركاء الإسباني ريبسول والألماني أردوبلفي أو ديا والإيطالي إيديسون . وكانت الجزائر قد سجلت في السنوات الأخيرة تراجعا في إنتاجها الغازي نتيجة تراجع مستويات إنتاج أكبر حقولها الغازية حاسي رمل الذي ينتج منذ سنة 1961. ولكن الإنتاج في هذا الحقل الغازي عاد إلى الارتفاع من جديد بفضل إنشاء وحدتين لضغط الغاز ستُساعدان على الحفاظ على مستويات الإنتاج كما يعتزم مجمع سوناطراك إنشاء وحدة ثالثة لضغط الغاز للرفع من كميات الغاز المستخرجة. واعترف نفس المصدر بتراجع مستوى إنتاج حقل حاسي رمل، إلا أنه أكد أن هذا الانخفاض لا يدعو للقلق لأنه يتوافق مع ما توقعه المجمع في برنامجه لتطوير الحقل . وقد تمكنت سوناطراك من استخراج 170 مليون متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي لمدة ثلاثين سنة من هذا الحقل.