بن غبريط تعترف بسوء تسيير قطاع التربية 500 ساعة من الحوار .. هكذا اختصرت وزيرة التربية نورية بن غبريط مسار حربها مع نقابات القطاع الذي يبدو أن الخمسمائة ساعة مكن الهدرة لم تُجده نفعا، حيث مازال ملايين التلاميذ في خطر حقيقي، نتيجة استمرار الشد والجذب بين إدارة بن غبريط والتنظيمات النقابية التي تعتزم شن إضراب جديد، يضع امتحانات نهاية الدارسة على محك حقيقي.. كشفت وزيرة التربية نورية بن غبريط رمعون، أمس، عن البدء في إعادة النظر في كتابة البرامج الدراسية، بداية من الموسم الدراسي القادم، بما يسمح بتخفيف الأعباء ووزن المحافظ على تلاميذ الابتدائي، وكذا قالت إنه ابتداء من الدخول المدرسي الجديد للموسم الدراسي 2016 - 2017 سيدرج الكتاب المدرسي الموحد الجديد في السنة الأولى والثانية من الطور الابتدائي والأولى متوسط، وهو ما من شأنه أن يخفف عبء المحافظ الثقيلة على ملايين التلاميذ، ولكنه يطرح في المقابل تساؤلات حول التأثيرات البيداغوجية ل(ثورة البرامج) على المنظومة التربوية. وأوضحت الوزيرة خلال الندوة الصحفية التي نشطتها بثانوية الرياضيات ببلدية القبة والتي جاءت تحت عنوان (تحضيرات الدخول المدرسي 2015-2016)، أنه سيتم إدراج كتاب موحد للمواد الأدبية وكتاب آخر موحد للمواد العلمية، أي السنة الأولى والثانية ابتدائي كتابين موحدين يتضمنان كل المواد المسطرة في برنامج التدريس، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيسهل ويخفف من ثقل المحفظة، وقالت بن غبريط أن الوزارة ستدمج في الكتابين نصوص أدبية لأدباء جزائريين، وعن إصلاح القطاع قالت الوزير أنه ليس فقط مجرد إجراء بل هو سيرورة على حد تعبيرها. واعترفت بن غبريط رمعون، أن قطاع التربية يعاني من مشاكل عديدة، ترتكز في الأساس على سوء التسيير وبعض المعاملات على المستويين المحلي والمركزي التي لا تتبع قوانين الجمهورية، معتبرة أن تطوير التربية ما قبل التمدرس التحضيري بات ضروري ولا بد منه، قائلة: (خصّصت أكثر من 500 ساعة للحوار ومعرفة الانشغالات ولازلت مهتمة بإيجاد الحلول لهذه المشاكل). وأشارت وزيرة التربية إلى أن النتائج المحصل عليها في الفصل الأول من هذه السنة الدراسية أحسن بكثير من نتائج الفصل الاول للعام الماضي، مؤكدة أن الوزارة خصصت مبالغ كبيرة وضخمة لتدريس أطفال الجنوب من أجل النهوض في القطاع من كل النواحي. إصلاحات جديدة.. وللإشارة، تميّز الدخول المدرسي 2015/2016 بمواصلة تنصيب الإصلاحات من أجل مدرسة متجددة من خلال الدعم المتواصل ومتعدد الأشكال من طرف الدولة، وأثبتت الدراسة الاستشرافية بأن القطاع سيشهد ارتفاعا إجماليا في تعداد التلاميذ سيبلغ 129.955 تلميذ أي نسبة نمو أزيد من 1.53 بالمائة لكل طور، أما العدد الإجمالي للتلاميذ المنتظر استقبالهم بعنوان الدخول المدرسي المقبل سيكون في حدود 8.581.370 تلميذ. وأكدت وزارة التربية أنها تسهر الدولة على ضمان استلام الهياكل المدرسية المنشأة حديثا وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات إيجابية -بحسبها- على ظروف تمدرس التلاميذ ومن الهياكل الجديدة 263 مدرسة ابتدائية بمجموع 1.285 حجرة دراسية لاستعاب 133.720 مقعد بيداغوجي و112 متوسطة ستسمح باستحداث 72.320 مقعد بيداغوجي جديد، إلى جانب 157 ثانوية للتكفل ب132.000 مقعد بيداغوجي جديد. وأوضحت الوزارة أن هذه الامكانيات الجديدة ستسمح بتحسين نسبة شغل الحجرات، لاسيما في التعليم الابتدائي، حيث سينخفض هذا المؤشر من 32 إلى 29 تلميذا في الحجرة وإلى 32 و30 على التوالي بالنسبة للتعليمين المتوسط والثانوي، وفي المحصلة سيبلغ العدد الإجمالي للمؤسسات التعليمية بموجب الدخول المدرسي المقبل 26.291 مؤسسة منها 18.722 مدرسة ابتدائية، 5.265 متوسطة و2.304 ثانوية و10 مؤسسات تكوينية سيتم استرجاعها عبر التراب الوطني. وعن تصريح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبوع الماضي والقاضي بأن نسبة النجاح لأقسام الباكالوريا هذه السنة ستكون حوالي 33 بالمائة، أفادت بن غبريط أن تصريح الوزير يعتبر سوء فهم ليس اكثر، مؤكدة أنه لكل تلميذ ناجح في الباكالوريا وحامل هذه الشهادة لديه كل الحق دستوريا في مزاولة دراسته في الجامعة التي يمكنها معدله من الدخول إليها. وعن القانون الخاص، أوضحت المسؤولة الأولى على رأس قطاع التربية أن الوزارة تعمل على إعادة النظر فيه كون أن هذا القانون تشوبه العديد من الاختلالات، معتبرة أن القانون الخاص هو الذي يجبر نفسه، كما رفضت بن غبريط إعادة فتح القانون في الضغط لتفادي إعادة تجربة 2012، وطالبت المسؤولة باتخاذ ويسيلة أخرى خارج الإضراب وتحقيق المطالب بصورة عقلانية، مشيرة إلى أن توقف التلاميذ عن الدراسة لمدة يومين قد يفقدهم التوازن (الرهان اليوم هو العمل من اجل تطوير المدرسة لفائدة التلميذ). ومن جانب آخر، أكدت بن غبريط بخصوص الإضراب المقرر ليومين من قبل السبع نقابات أنها أخذت بعين الاعتبار كل المطالب، مؤكدة أن توثيق الوعود ليس آني بل لابد من وقت كاف لتحقيق المطالب، وقالت أن مطالب النقابات في طريق التجسيد خاصة ما تعلق بمطلب استرجاع المعاهد، مشيرة إلى أن هذا المطلب بالتحديد جاء على رأس انشغالاتها منذ توليها مسؤولية الوزارة.