أرجأت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أمس النظر في أبشع جريمة قتل احتضنتها بلدية حسين داي شهر جويلية 2005 راح ضحيتها شابّ في الثلاثينات من العمر تمّ ذبحه في منزله العائلي عندما كان يغطّ في نوم عميق وحرق جثّته وتحويلها إلى رماد وإخفائها في برميل على سطح البناية، ثمّ التوجّه إلى البقاع المقدّسة لأداء مناسك العمرة، والمثير في القصّة أن الجاني هو عمّ الضحية الذي يُعدّ واحدا من أكبر مروّجي المخدّرات في إسبانيا. جاء تأجيل القضية من طرف المحكمة للمرّة الثالثة على التوالي إلى تاريخ 12 ماس المقبل بغرض استدعاء مترجم إلى اللّغة الإسبانية الذي أصرّ المتّهم على التحدّث بها، حيث تمّت برمجتها بعد أن أنهت لجنة الخبراء التي تمّ تعيينها لفحص الخبرة العقلية للمتّهم تقريرها، والذي خلص إلى أنه في كامل قواه العقلية ويدّعي الجنون. تفاصيل القضية التي سبق ل (أخبار اليوم) نشر تفاصيلها تعود إلى شهر جويلية 2005، عندما ألقت مصالح الأمن القبض على المتّهم (ق. جمال) على مستوى مطار (هواري بومدين) عائدا من البقاع المقدّسة للتحقيق معه في جريمة قتل طالت ابن شقيقه بعدما وجّهت له أصابع الاتّهام من طرف أفراد العائلة وبعض أبناء الحيّ. المتّهم اعترف منذ الوهلة الأولى بالتهمة المنسوبة إليه، وصرّح بأنه قبل قتله للضحية خطّط للعملية بإحكام، حيث اشترى سكّينا من الحجم الكبير كان الجزّارون يستعملونه في الذبح من منطقة بولوغين، وبدأ ولمدّة 20 يوما يعلم كلّ من يلتقي به من أبناء حيّه ومعارفه بأنه سيقتل قريبه (مراد) ويضع حدّا لحياته، لكنهم لم يعيروه اهتماما. غير أن المتّهم أحضر الحطب والبلاستيك وتركهما فوق السطح، وفي حدود الساعة 8 ونصف صباحا من يوم الجريمة خلد الضحية إلى النّوم فتسلّل المتّهم إليه من النافذة ليوجّه له 5 طعنات متفرّقة في أنحاء جسمه، أمّا السادسة فوضعها في منطقة القلب، ثمّ لفّ الجثّة ببطّانية وحملها إلى الطابق الرابع وهناك أحرقها حتى أصبحت رمادا ليقوم بعدها مباشرة بكلّ برودة بطمس معالم جريمته وحضّر حقيبته للتوجّه لأداء مناسك العمرة مع والدته، وبعد عودته تمّ إلقاء القبض عليه. التحرّيات التي قام بها المحقّقون لم توصلهم إلى الدافع الرئيسي لارتكاب الجريمة، والذي ما يزال لغزا محيّرا، غير أن إشاعات تردّدت من طرف بعض المقرّبين تفيد بأن غيرة الجاني من الضحية هي السبب الرئيس لارتكاب الجريمة، حيث كان الضحية الولد المدلّل لدى جدّته، وهو ما فسّر تصريحه في محاضر الضبطية القضائية (لا يوجد سبب حقيقي لعملية القتل، بل ضغينة في نفسي).