أرجأت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة النّظر في أبشع جريمة قتل احتضنتها بلدية حسين داي شهر جويلية 2005، التي راح ضحّيتها شابّ في الثلاثينات من العمر تمّ ذبحه في منزله العائلي عندما كان يغطّ في نوم عميق وأحرقت جثّته وحوّلت إلى رماد وأخفيت في برميل على سطح البناية· المثير في القصّة أن الجاني هو عمّ الضحّية الذي يعدّ واحدا من أكبر مروّجي المخدّرات في إسبانيا· وقد جاء تأجيل القضية من طرف المحكمة للمرّة الثانية على التوالي بغرض تشكيل لجنة من الخبراء لمعاينة الصحّة العقلية للمتّهم وتحرير تقرير مفصّل عن حالته أثناء وبعد ارتكاب الجريمة، وهو الأمر الذي لم تتقبّله النيابة العامّة التي اقترحت السّير في محاكمة المتّهم باعتبار أنه يدّعي الجنون، وأنه حسب تقرير الخبرة كان في كامل قواه العقلية أثناء ارتكابه للجريمة، ما يترتّب عنها متابعته جزائيا، إلى جانب توجّهه مباشرة بعد الجريمة إلى البقاع المقدّسة لأداء مناسك العمرة، غير أنه لم يتقرّب من الكعبة، وهو الأمر الذي أفتى فيه العلماء بأنه عقاب من اللّه على فعل شنيع ارتكبه هذا الأخير، ما يرفع عنه حالة الجنون لأن المجنون في الأصل رفع عنه القلم ولن يطاله أيّ عقاب ربّاني· تفاصيل القضية التي سبق ل "أخبار اليوم" وأن نشرت وقائعها، تعود إلى شهر جويلية 2005 عندما ألقت مصالح الأمن القبض على المتّهم "ق· جمال" على مستوى مطار هواري بومدين عائدا من البقاع المقدّسة للتحقيق معه في جريمة قتل طالت ابن شقيقه بعدما وجّهت له أصابع الاتّهام من طرف أفراد العائلة وبعض أبناء الحي· المتّهم اعترف منذ الوهلة الأولى بالتّهمة المنسوبة إليه، حيث صرّح بأنه قبل قتله للضحّية خطّط للعملية بإحكام، حيث اشترى سكّينا من الحجم الكبير كان الجزّارون يستعملونه في الذبح من منطقة بولوغين، وبدأ حملة الأخبار لمدّة 20 يوما، إذ كان يعلم كلّ من يلتقي به من أبناء حيّه ومعارفه بأنه سيقتل قريبه "مراد" ويضع حدّا لحياته، لكنهم لم يعيروه اهتماما· غير أن المتّهم أحضر الحطب والبلاستيك وتركهم فوق السطح، وفي حدود الساعة ال 8 ونصف صباحا من يوم الجريمة خلد الضحّية إلى النّوم فتسلّل المتّهم إليه من النّافذة ليوجّه له 5 طعنات متفرّقة إلى أنحاء جسمه، أمّا السادسة فوضعها في منطقة القلب، ثمّ لفّ الجثّة ببطّانية وحملها إلى الطابق الرّابع وهناك أحرقها حتى أصبحت رمادا، ليقوم بعدها مباشرة بكلّ برودة دم بطمس معالم جريمته وحضّر حقيبته للتوجّه لأداء مناسك العمرة مع والدته، وبعد عودته تمّ إلقاء القبض عليه·