في مشهد درامي مثّل أمس المتهم ق·جمال في الأربعينات من العمر لمواجهة أسئلة فيما يتعلق بارتكابه جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد مرتديا ملابس رثة وبملامح توحي بأنه فقد عقله وهي الجريمة التي أسالت الكثير من الحبر لأن الضحية ابن شقيقه في ال27 من العمر، ولبرودة دم الجاني الذي مكنه من ارتكاب أفظع جريمة قتل عالجتها العدالة ولذكائه في التخلص من آثارها قبل أن يتوجه لأداء مناسك العمرة بكل وقاحة وقذارة· المتهم ردد قبل بدء انطلاق جلسة المحاكمة العديد من الكلمات باللغة الإسبانية بحكم أنه كان مغترب هناك وكان من بين مروجي المخدرات ومتعاطيها، حيث أقدم على ارتكاب جريمته تحت تأثيرها في شهر جويلية من سنة 2005 ألقت مصالح الأمن القبض على المتهم بمطار هواري بومدين أثناء عودته من البقاع المقدسة بعد أداء مناسك العمرة رفقة والدته بعدما تلقت مصالح الأمن بلاغ عن اختفاء حارس حظيرة السيارات بحسين داي في العشرينات من العمر والذي يعد ابن شقيق الجاني هذا الأخير كان قد هدده من قبل بالقتل وعلى مسمع أبناء الحي· المتهم اعترف منذ الوهلة الأولى بالتهمة المنسوبة إليه، حيث صرح أنه قبل قتله للضحية خطط للعملية بإحكام حيث اشترى سكين من الحجم الكبير كان الجزارين يستعملونه في الذبح من منطقة بولوغين، وبدأ حملة الأخبار حيث مدة 20 يوما كان يعلم كل من يلتقيه من أبناء حييه ومعارفه بأنه سيقتل قريبه مراد ويضع حد لحياته، لكنهم لم يعيروه اهتماما غير أن المتهم أحضر الحطب والبلاستيك وتركهم فوق السطوح· يوم الوقائع دخل الضحية كعادته متعبا من العمل في حدود الساعة 8 والنصف صباحا فخلد للنوم لكن قبلها غلق باب الغرفة بإحكام لكنه ترك النافذة مفتوحة فقام المتهم بالدخول منها مستعملا سلم ووجه للضحية 5 طعنات متفرقة في أنحاء جسمه السادسة وضعها في منطقة القلب ثم لف الجثة ببطانية وحملها للطابق الرابع وهناك أحرقها حتى أصبحت رمادا ثم بكل برودة طمس معالم جريمته وحضر حقيبته للتوجه لأداء مناسك العمرة مع والدته وبعد عودته ثم إلقاء القبض عليه· التحريات لم تتمكن من الوصول إلى الدافع الرئيسي وراء ارتكاب الجريمة والذي لا يزال لغزا محيرا غير أن إشاعات رددت من طرف بعض المقربين أن غيرة الجاني من الضحية السبب الرئيس وراء ارتكاب الجريمة حيث كان الضحية الولد المدلل لدى جدته وهو ما فسر تصريحه في محاضر الضبطية القضائية "لا يوجد سبب حقيقي لعملية القتل بل ضغينة في نفسي"· وقد توصلت الخبرة العقلية المنجزة على المتهم أنه لا يعاني من أي مرض نفسي أو عقلي أثناء ارتكابه الجريمة وأنه يحاول ادعاء الجنون خاصة وأنه سافر إلى البقاع المقدسة مباشرة بعد ارتكابه الجريمة غير أن تصريحات والدته بأنه لم يقرب الكعبة بتاتا زادت من تعقيد الأمور· ويتابع المتهم رفقة متهمين آخرين بجنحة عدم الإبلاغ وقد تغيبا أمس عن جلسة المحاكمة الأمر الذي جعل القاضي يرجئ الفصل في القضية إلى 11 مارس الجاري من أجل تبليغهما استدعاء مباشر·