تثير الزيارة المرتقبة للشاعر المصري الفائز بجائزة (شاعر المليون) هشام الجخ إلى مناطق 1948 الفلسطينية المحتلّة في 11 فيفري الجاري لإحياء أمسيات شعرية في المدن العربية برعاية بعض المؤسسات البلدية (الحكومية) والتجارية في الناصرة غضبا في أوساط المعارضين للتطبيع مع إسرائيل ويطالبونه بإلغائها. ناشد حزب التجمّع الوطني الديمقراطي الذي أسّسه عزمي بشارة في مناطق 1948، الشاعر الجخ إلغاء الزيارة باعتبارها تطبيعا مع إسرائيل، بينما استنكرت منظّمة (فلسطينيون ضد التطبيع) الزيارة التي تقول إنها تأتي تحت بند التطبيع. وأكّد المكتب السياسي للتجمّع في بيان نشرته صحيفة (كلّ العرب) على (موقفه المناهض للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل باعتبارها دولة عنصرية ومحتلّة ومُعتدية على حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية). وأوضح البيان (أن السياسات العنصرية والممارسات الكولونيالية الاستعمارية والحروب الإجرامية الإسرائيلية تستلزم تشديد التمسّك بالموقف المناهض للتطبيع والمطالب بعزلها). وأوضح أمين عام التجمّع عوض عبد الفتّاح (أن إعادة التأكيد على الموقف جاء ردّا على النقاش الذي اشتعل مؤخّرا حول قرار الشاعر المصري المعروف هشام الجخ لزيارة مدن عربية فلسطينية داخل إسرائيل)، وقال: (نحن نحترم الشاعر ونحبّ شعره وكلّ المثقّفين العرب، من كتّاب وشعراء وأدباء الملتزمين بقضايا أمّتهم القومية والديمقراطية، لكننا نعتبر قدومهم عبر السفارة الإسرائيلية خطأ سياسيا، خاصّة وأننا نعتبر أن الموقف التاريخي والثقافي من إسرائيل كدولة كولونيالية ومعتدية هو الحصن الأخير للحفاظ على ضمير الأمّة وعلى الرواية التاريخية)، وأضاف أن المثقّف ليس ملتزما بأن يكون تابعا للسياسي إلاّ إذا كان السياسي يلتزم بالمصلحة القومية العليا. من جانبها، أعربت منظّمة (فلسطينيون ضد التطبيع) في بيان قبل أيّام عن استنكارها اعتزام الشاعر الجخ زيارة مدينة الناصرة، وأضافت (أن عروض الفنّانين من الوطن العربي في الأراضي الفلسطينية هو أمر مخالف للمعايير التي وضعتها جميع الحملات العربية المناهضة للتطبيع مع إسرائيل وبدأ تشكيلها منذ قيام دولة الاحتلال الصهيوني، وفي هذه الزيارات الفنّية اجتياز للخطوط السياسية الحمراء على مستوى الوطن العربي وخرق للثوابت الوطنية الفلسطينية، بالإضافة إلى كسر الحاجز النفسي في التعامل مع دولة الاحتلال ومؤسساتها).