حذر اثنان من قادة العرب في أراضي عام 1948 من أي اعتراف بيهودية إسرائيل، حيث أكد القياديان في حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الفلسطينيين في إسرائيل هم من سيدفع ثمن هذا لو تم. وقال واصل طه -الأمين العام للتجمع والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي، في لقاء صحفي- "لن نتسامح أبدا في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن إسرائيل بنيت على مراحل فقد قررت الحركة الصهيونية إنشاء وطن لليهود في فلسطين عام 1898، وبعد أقل من عشرين عاما صدر وعد بلفور وبعده بنحو عشرين عاما أخرى أعلنوا قيام الدولة. وأضاف "إن اعترف العرب بيهودية الدولة فسيتم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التي صمدوا عليها بعد عقد أو عقدين". وتطالب إسرائيل باعتراف عربي بأنها دولة يهودية مقابل التقدم في مسار التسوية السياسية والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة. وكشف واصل طه العنصرية التي تطال عرب 48، الذين يمثلون نسبة 20% من سكان إسرائيل، وقال إن الممارسات العنصرية تمارس على كافة المستويات وبشكل مفضوح. وقال إن إسرائيل تتخفى من خلال قناع الديمقراطية بمنح هامش ضيق من الحقوق والحريات للعرب لا يتعدى الخطوط الحمر. وأشار طه إلى أن عرب إسرائيل يظلون مع ذلك "جزءا أساسيا من المشهد الفلسطيني، لأننا أصحاب البلد رغم المقاطعة العربية والفلسطينية أحيانا في مفاصل هامة من تاريخ الصراع مع إسرائيل". ويمثل ثلاثة نواب عرب حزب التجمع الديمقراطي من أصل 11 نائبا عربيا يشاركون في الدورة الحالية للكنيست. وعزا ذلك إلى "النظرة المشوهة" التي ألصقت بعرب 48، مشيرا إلى أن هنالك حاليا تواصلا للسياسيين من عرب الداخل مع الدول العربية من أجل بلورة فهم واضح وعميق لواقعهم السياسي. ورفض في الوقت نفسه أن يتم صب ذلك في "خانة التطبيع مع إسرائيل"، قائلا إن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر "قناة تواصل لا جسر تطبيع"، وأضاف "نحن نرفض التطبيع". وحذر طه من السياسة الإسرائيلية المتواصلة لإفقار الأحياء العربية بمدينة القدس كوسيلة لتهجير السكان العرب ضمن مخطط يهودي قديم للاستيلاء الكامل عليها. ومن جانبها قالت حنين الزعبي -العضو عن التجمع في الكنيست- إن التجمع نجح في قلب معادلة سادت منذ قيام إسرائيل. وأضافت "كانت المساومة تتم بأن عرب الداخل يقتربون أكثر من حقوقهم المدنية كلما تخلوا أكثر عن هويتهم القومية، لكن مطالبتنا بأن تكون إسرائيل دولة جميع المواطنين قلب المعادلة تماما، ولم تعد هويتنا القومية هي السؤال وإنما قدرة إسرائيل على تجاوز عنصريتها". وكان المفكر العربي عزمي بشارة قد أسس التجمع أواسط التسعينيات بالتعاون مع عدد من الشخصيات والنشطاء العرب في إسرائيل، ويطالب التجمع بدولة موحدة تعيش فيها قوميتان، بدلا من حل الدولتين.