يختتم مساء اليوم السبت المعرض الوطني العاشر للعسل بالعاصمة، الذي شهد إقبالا قويا من طرف المواطنين الراغبين في اقتناء أجود وأصفى أنواع العسل، إضافة إلى منتجات خلية النحل المتمثلة في الغذاء الملكي، وحبوب الطلع وصمغ النحل، ويثق الجزائريون ثقة كبيرة في العسل ويولونه أهمية قصوى، خاصة في المجالات العلاجية المختلفة، وقد أتاح المعرض للكثيرين فرصة التعرف على مختلف أنواع العسل، واستعمالاته العديدة والمتنوعة، وفوائده الكثيرة في علاج كثير من الأمراض، مصداقا لقوله عز وجل "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتَّخِذِي مِنْ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنْ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ". ومن خلال جولة استطلاعية قادت "أخبار اليوم" إلى المعرض الذي يقام منذ بضع سنوات في بلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، طافت خلالها بمختلف الأجنحة والأقسام، فقد وقفت على مدى رغبة المواطنين في التعرف على مختلف أنواع العسل التي عرضها مربو النحل والمنتجون بالإضافة إلى محاولتهم استكشاف الخصائص التي يتميز بها كل نوع، وهو ما لم يبخل به عليهم منتجو العسل، الذين راحوا يزودون المواطنين بكافة المعلومات ويجيبون على كافة أسئلتهم واستفساراتهم بصدر رحب، كما عمل العارضون على منح المواطنين فرصة تذوق الكثير من أنواع العسل المعروضة، واختيار ما يجدونه مناسبا لأذواقهم من جهة وحاجاتهم من جهة أخرى. الجزائريون يجهلون تنوع العسل غير أن الملاحظة العامة التي وقف عليها الكثير من العارضين في حديثهم ل"أخبار اليوم"، هو عدم معرفة الناس بالأنواع الكثيرة للعسل، خاصة مع غلاء الأسعار، واقتصار فكرة "العسل الحر" في أذهان المواطنين على العسل الذي تنتجه النحلة والذي يجب أن يكون ذا لون غامق وذا مذاق ورائحة قويين، وهو ما ذهب إليه السيد "كسير محمد ارزقي" مربي نحل من تيزي وزو، الذي أضاف قائلا أن هنالك أنواعا كثيرة، هناك العديد من أنواع العسل المختلفة تبعا لمصدرها الزهري حيث يقوم النحل عادة بجمع رحيق الأزهار من أنواع عديدة تبلغ الآلاف من مختلف صنوف الزهر. ويطلق على العسل المنتَج من عدة أنواع مختلفة من الزهور "عسل كل الزهور"، أما العسل الذي يغلب على مصدره رحيق نوع من أنواع النبات فيسمى باسم ذلك المصدر الذي جمع منه الرحيق كعسل السدر وعسل الكاليتوس وعسل البرتقال والجبل والخزامى والبرتقال والسلة والزعتيرة والدرسيم وغيرها، ولكل منها فوائده ومجالات استعماله، وان كان الكثير من الجزائريين يدركون أن العسل مادة علاجية ووقائية وغذائية عالية القيمة وهي مفيدة للأطفال والكبار على السواء ولكافة الأمراض تقريبا. في هذا الإطار يقول السيد "عوايدن عبد الحكيم" مربي نحل ومنتج للعسل من بئر توتة بالعاصمة، أن ثقافة استهلاك العسل لدى الجزائريين لا زالت محصورة في المجالات العلاجية فقط لا غير، رغم انه من الضروري أن يتم غرس ثقافة استهلاك العسل كغذاء يومي لدى الجزائريين، للاستفادة منه ووقاية أنفسهم من مختلف الأمراض، مضيفا أن إنتاج العسل في الجزائر وان كان يعرف بعض الصعوبات إلا انه في تطور مستمر، مؤكدا أنهم استطاعوا هذه السنة إنتاج حوالي 10 أنواع من العسل إضافة إلى ثلاثة أنواع جديدة هي عسل القصبر وعسل الحلبة وعسل الحبة السوداء، وثلاثتها تُنتج ربيعاً، وقد شهدت إقبالا قويا من المواطنين، خاصة وأنها أفادت كثيرا من اشتكوا من أمراض الربو والأمراض التنفسية والتهابات الحلق، بالإضافة إلى فائدتها الكبيرة في تقوية جهاز المناعة. وأردف نفس المتحدث قائلا إن المعرض قد أتاح الفرصة للمنتجين والمواطنين على حد سواء للتعريف بأنواع العسل وإرشاد المستهلك وتصحيح مفاهيمه نحوه، وتجنيبه شراء أنواع مغشوشة، كما أتاح للمنتجين والمربين أنفسهم الاحتكاك ببعضهم البعض لتبادل التجارب والآراء وطرح انشغالاتهم على المسؤولين. ق/حنان