ناقشت أمس محكمة جنايات العاصمة ملف 07 متّهمين، من بينهم رعية إفريقي من جنسية مالية وآخر في حالة فرار كوّنوا عصابة إجرامية منظّمة بغرض حيازة المخدّرات والمتاجرة فيها بعدما حوّلوا مسكنا في بوزريعة إلى وكر لتحضير هذه السموم بعد مزج (الهيرويين) بالقنّب الهندي ودواء (البراسيتامول) للنّصب على المدمنين وبيعها بمبلغ 8000 دينار ل 100 غرام من (الهيرويين). الإيقاع بأفراد الشبكة كان بتاريخ 01 نوفمبر 2012، عندما لفت انتباه مصالح الأمن شخصين على متن سيّارة من نوع (بولو) مركونة على مستوى شارع (مصطفى بن بولعيد) بالعاصمة يتبادلان أشياء غامضة، وبعد التقرّب منهما قام أحدهما بابتلاع ما كان في يده، وعليه تمّ توقيفهما وتفتيشها، حيث عثر بحوزة المدعو (ب. طارق) على قطعة مخدّرات من نوع القنّب الهندي بوزن 1.4 غرام مخبّأة في ملابسه الداخلية، في حين عثر بحوزة شريكه المتّهم (ل. مراد) على مبلغ 07 آلاف دينار، وبعد عرضه على الطبيب تبيّن أن الشيء الذي ابتعله عبارة عن مخدّر (الهيرويين)، وعليه تمّ توقيفهما وإحالتهما على التحقيق، حيث تبيّن أنهما يقتنيان المخدّرات من عند شخص يدعى (فيصل) يقيم في منطقة بوزريعة، وبعد التحرّي اتّضح أن الأمر يتعلّق بالمدعو (ي. محمد الصالح)، وعليه تمّ تفيتش منزله أين كان برفقة المتّهم (ب. إسماعيل)، حيث ضبط بحوزته 71 غراما من القنّب الهندي و20 كبسولة (هيرويين) بوزن 2.5 غرام كانت مخبّأة في حقيبة يدوية ومُعدّات الحقن تمثّلت في إبر، سكّين صغير، شِفرة، ملعقتين وكاشف ضوئي. حيث صرّح المدعو (فيصل) بأنه يعرف (مراد) وقد قام بتسليمه 100غ من المخدّرات، وأن مصدرها هو المتّهم (م. نعيم) رفقة رعايا أفارقة يقيمون في برج الكيفان، في حين اعترف المتّهم (ب. حسان) بأنه يقتني المخدّرات من عند المدعو (فيصل) بمعدل 03 مرّات في الأسبوع وثمن الجرعة 3000 دينار، وأن تواجده في منزله أثناء عملية توقيفه كان بسبب قيامه بمساعدته في تحضير كبسولات المخدّرات أين يتمّ مزج (الهيرويين) مع القنّب الهندي ودواء (البراسيتامول) وبيعها على أساس أنه مخدّر (الهيرويين) بمبلغ 8000 دينار ل 100 غرام. مواصلة للتحرّيات تمّ توقيف المتّهم (م. نعيم) في منزله الكائن بمناخ فرنسا متلبّسا وبحوزته كمّية من المخدّرات التي صرّح بأنه يقوم بترويجها، وأن مموّنه هو رعية من جنسية مالية يدعى (كاكا مانويل)، غير أن هذا الأخير غادر مقرّ إقامته وبمساعدة الشاهد تمّ إلقاء القبض عليه، أين نفى متاجرته بالمخدّرات، وأن المدعو (نعيم) اختلط عليه بينه وبين شقيقه الذي غادر الجزائر، في حين اعترف بأنه دخل إلى الجزائر دون جواز سفر. وحسب الملف فإن المتّهمين اعترفوا عبر جميع مراحل التحقيق بارتباطهم بشبكة وتموين وترويج المخدّرات تنشط على مستوى عدّة أحياء بالعاصمة، قبل أن يتراجع المتّهم (ل. مراد) خلال جلسة المحاكمة عن تصريحاته، حيث صرّح بأنه في يوم الوقائع اتّصل بالمتّهم (حسان) بصفته (كلونديستان) وطلب منه نقله فطلب منه هذا الأخير أن يقتني له في المقابل قطعة مخدّرات، وأنه لم يقم بابتلاع المخدّرات، بل تناول دواءه، لتواجهه القاضية بأنه تناول قرصا مهلوسا من نوع (ريفوتريل)، في حين تناقضت تصريحات باقي المتّهمين بين الاعتراف والإنكار.