لا يقل المبلغ الذي يخصصه ''ع.س'' لاستهلاكه اليومي للمخدرات الصلبة التي يدمن عليها منذ ثماني سنوات، عن 7000 دينار، وهو مبلغ بعيد كل البعد عن إمكاناته، بالنسبة لأجره الشهري كعون حراسة بمصلحة الضرائب، إذ لا يتجاوز 18 ألف دينار. تم توقيف ''ع.س'' رفقة صديقه ''ق.م'' بنواحي زرالدة، إثر دورية روتينية لمصالح الأمن، إذ فضحه ارتباكه عندما اقترب منه عناصر الأمن، قبل أن يقوم صديقه ''ق.م'' ببلع قطعة صغيرة من المخدرات. وبعد تفتيش السيارة عُثر على 5 غرامات من المخدرات، تبيّن بعد تحليلها في مختبر الشرطة أنها مزيج من المخدرات الصلبة، من نوع الكراك، الهيروين والكوكايين. وتبين بعد تحريات فرقة مكافحة المتاجرة بالمخدرات، بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية، أن المدعو ''ع.س'' يعمد إلى مزج 1 غرام من المخدرات الصلبة مع كمية من مسحوق الأدوية، على غرار ''البراسيتامول'' و''الأسبيجيك''، ليوهم المدمنين بأنها هيروين أو كوكايين أو كراك، وبالتالي يعوّض خسارته ويحقق ربحا يضمن له توفير حاجاته من المخدرات التي يستحيل له توفيرها بأجره الشهري. وأنكر ''ع. س'' أثناء التحقيق تهمة المتاجرة في المخدرات، غير أنه اعترف بأنه مستهلك للمخدرات الصلبة التي ذكر أنه يقتنيها من شخص من جنسية إفريقية، يقطن بنواحي الحميز، هو المدعو ''س.م''، الذي عثر في بيته بعد تفتيشه على 15 غراما من مسحوق تم إرساله لمختبر الشرطة لتحليله. وعند تفتيش بيت ''ع.س'' بجسر قسنطينة، عُثر على 15 قرصا من المؤثرات العقلية من نوع ''ميولستان''، و15 قرصا من المهلوسات من نوع ''سولبيريد''، و18 كيسا من دواء ''أسبيجيك'' التي يقوم بمزجها مع كمية صغيرة من الهيروين أو الكوكايين، قبل بيعها للمدمنين. وتم تقديم المتهمين أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الشرافة، الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم.