أطلقت الجزائر صيحة تحذير في وجه أوروبا من مغبّة سوء تعاملها مع ظاهرة الإسلاموفوبيا (معاداة الإسلام)، حيث دعا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس الاثنين بالجزائر العاصمة إلى تفادي أسباب الإسلاموفوبيا التي تمثّل (مرتعا خصبا لتنامي الإرهاب)، كما شدّدت الجزائر على ضرورة تحديد مدى خطورة ما يسمّى ب (داعش). قال السيّد لعمامرة خلال ندوة صحفية مشتركة مع الوزير الهولندي للشؤون الخارجية والأوروبية بيرت كوندرز: (نامل أن يكون أصدقاؤنا الأوروبيون الذين يأخذون الوقت اللاّزم والإجراءات المشروعة لحفظ أمنهم العمومي واعين بضرورة التعاون معنا من أجل تفادي أسباب الإسلاموفوبيا التي تعدّ ظاهرة غير مرحّب بها وترمي إلى تغذية الضغائن والأحقاد وخلق مرتع خصب لتنامي الإرهاب). وفيما يخص العلاقات الإفريقية-الأوروبية أعرب السيّد لعمامرة عن أمله في أن تتمكّن هولندا (من خلال سياستها الخارجية وضمن الاتحاد الأوروبي من المساهمة في التكفّل بواقع والطاقات المعتبرة لهذه العلاقات بشكل يجعلها تتطلّع إلى المستقبل وتحترم بعض المبادئ وكفيلة بالمساعدة على تحديد من خلال التشاور مجالات التعاون التي تعود بالمنفعة على الطرفين). من جانب آخر، شدّد وزير الخارجية على ضرورة تحديد قدرات التنظيم الإرهابي المسمّى (تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق داعش في ليبيا والدول الأخرى وتدقيق المعلومات المتعلّقة بمدى الخطورة التي يمثلها، مشيرا إلى وجود مشاورات مع عدة دول بهذا الخصوص). وأشار السيّد لعمامرة إلى وجود مشاورات مع عدّة دول لتحديد قدرات التنظيم الإرهابي (داعش) في ليبيا وفي غيرها من البلدان من أجل (حشد الطاقات للحيلولة دون تجاوزه للحدود الليبية)، وقال بهذا الشأن: (نحن قلقون، على غرار دول العالم، من الخطورة التي يشكّلها تنظيم داعش على أمن واستقرار ليبيا والدول المجاورة)، وهو ما يستدعي -مثلما قال- (تدعيم هذا البلد بكلّ الوسائل المشروعة والمتاحة من أجل إعادة بناء الجيش الليبي وجعل الدولة الليبية العنصر الأساسي في عملية البناء). وبخصوص تداول أنباء عن رصد عناصر من هذا التنظيم بصدد تجريب أسلحة كيماوية محظورة ردّ السيّد لعمامرة بأن هذا الأمر ب (حاجة إلى تدقيق)، وهو ما يتطلب (عملا دؤوبا من طرف السلطات الأمنية المختصّة).و في سياق ذي صلة، أكّد وزير الخارجية أن قصف الطيران المصري الذي استهدف موقعا للتنظيم الإرهابي المسمّى الدولة الإسلامية في سوريا والعراق داعش ليس من شأنه أن يغير من التزام بلدان المنطقة من أجل حوار شامل في ليبيا). وصرّح لعمامرة: (لا أعتقد بأن ما حدث في ليبيا من شأنه أن يغير من التزام بلدان المنطقة بالتوجه إلى حوار شامل ومصالحة وطنية ومؤسسات ممثّلة في هذا البلد). وأضاف رئيس الدبلوماسية قائلا: (كما تعلمون يتعيّن على الحكومات ضمان كرامة رعاياها في الخارج وأمنهم، الوسائل لتحقيق هذا الغرض عديدة ومنها ما هو استثنائي). وأوضح السيّد لعمامرة أن الحكومة المصرية لجأت إلى ما أنتم تعلمونه [القصف الجوّي] وليس للجزائر مناقشة ذلك أو التعليق عليه). وقال السيّد لعمامرة: (مع ذلك سنواصل العمل مع مصر وأطراف أخرى لتجاوز هذا الظرف الصعب وتمكين كلّ الليبيين باستثناء الإرهابيين من التوجّه سويا نحو المصالحة الوطنية من خلال الحوار والتوصّل إلى حلّ للأزمة تنشده المجموعة الدولية برمتها). ومن جانب آخر، أكّد لعمامرة أن تسجيل بعض الأحداث بمالي مؤخّرا لا يعني عدم احترام الاتّفاق الموقّع بين الفرقاء الماليين بالجزائر، مضيفا أن هذا النوع من الاتّفاقات يتطلّب بضعة أيّام ليؤتي ثماره. وأوضح لعمامرة أنه (لا يمكن القول إن إعلان الأطراف المشاركة في مسار الجزائر [الذي تمّ توقيعه الخميس الفارط بين الحكومة المالية والجماعات السياسية-العسكرية لشمال مالي] لم يحترم بسبب تسجيل حدث أو حدثين)، وهو الأمر الذي (كان متوقعا). هولندا تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر من جهته، أكّد وزير الشؤون الخارجية والأوروبية الهولندي برت كوندرز أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أن بلاده تسعى إلى تعميق علاقاتها مع الجزائر التي تعود إلى 400 سنة. وأكّد السيّد كوندرز خلال الندوة الصحفية ذاتها أن (هولندا المتمسّكة للغاية بعلاقاتها مع الجزائر تسعى إلى تعميقها، خاصّة وأنها تعود إلى 400 سنة، الأمر الذي من شأنه أن يعطي نتائج هامّة على أرض الميدان). وإذ وصف الجزائر ب (الشريك الهام) أكّد الوزير الهولندي أن (تعميق العلاقات الثنائية يجب أن يمسّ كلّ القطاعات ومجالات النشاط).