نجح شرفاء بلدية القبّة، كبرى بلديات الجزائر العاصمة، بعد نضال مرير في دفع السلطات المحلّية إلى غلق (حانة العار) التي كانت سببا في حدوث جريمة قتل مؤخّرا، حيث تكلّلت جهود سكّان بلدية القبّة بتلقّيهم البشرى، ليكون هؤلاء الشرفاء نموذجا ينبغي أن يحتذي به غيرهم من شرفاء الجزائر الذين يمكنهم الضغط بطريقة سلمية على السلطات المحلّية ودفعها إلى تشميع المخامر التي يعدّ وجودها على أرض الجزائر المسلمة وصمة عار وسببا في كثير من المشاكل. جاء قرار غلق حانة (باسكال) بالقبّة نهائيا من طرف مديرية التنظيم والشؤون العامّة (DRAG) بولاية الجزائر بردا وسلاما على مواطني البلدية، وهو قرار يمكن وصفه بالتاريخي، حيث أمر مساء أوّل أمس نائب والي الجزائر العاصمة بالغلق النّهائي لمحلّ بيع المشروبات الكحولية المعروف باسم (باسكال) (رغم أن القرار بالتشميع لم يدخل حيّز التنفيذ بعد). وجاء هذا بعد الشكوى الرسمية التي قدّمها سكّان بلدية القبّة لدى محافظة الشرطة 14ème بحسين داي مع توكيل محاميين للقضية مرفوقة بأكثر من 4000 توقيع من مختلف أحياء البلدية، وبالتعاون كذلك مع رئيس بلدية القبّة والنوّاب، وكذا الوالي المنتدب لدائرة حسين داي، أين أكّد جميع سكّان بلدية القبّة دعمهم لهذه القضية. وللتذكير، جاءت هذه الوقفة تلبية لنداء جمعية حماية المستهلك التي نادت للوقوف ضد إعادة فتح الحانات بالقبّة، حيث قام مجموعة من خيرة أبناء القبّة بحملة لجمع التوقيعات من أجل منع بيع الخمور في بلديتهم لكون محلاّت بيع الخمور وكرا من أوكار الفساد وتعدّيا صريحا على أحكام ربّ السّماوات، بالإضافة إلى وقوف أغلبية أئمة ومشايخ مساجد القبّة مع الوقفة السلمية التي نادى بها المواطنون، والتي استجاب لها الكثيرون إلى غاية وقوع جريمة القتل التي زادت الطّين بلّة، ما خلّف ملفا جدّ ثقيل ضد (باسكال)، فما كان من الولاية إلاّ الرضوخ للأمر الواقع والنتيجة الحتمية كانت لا محالة غلق هذا الدكّان الذي سبّب للحيّ العديد من المشاكل. وكشف سمير القصوري، عضو الجمعية حماية المستهلك، أن هذه الحانة كانت نقطة تمركز الفئة الرديئة من المجتمع كونه يستقطب من كلّ البلديات وتنجرّ عن ذلك شجارات عديدة تصل إلى استعمال الأسلحة البيضاء وإلى الموت في العديد من الحالات، الكلام الفاحش، وكذا تجنّب الأُمّهات ذلك الطريق رغم أنه الشارع الرئيسي للبلدية.