طالبت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بالشلف في تقرير ساخن وجهته إلى كافة السلطات الأمنية، بالتدخل السريع للحد من انتشار نقط بيع الخمور والمخدرات بمختلف أنواعها. وحسب تقرير الرابطة الذي جاء على خلفية جرائم قتل وقعت في الفترة الأخيرة وراح ضحيتها أكثر من 5 شبان وفتاة مؤخرا في بلدية الزبوجة شمال عاصمة الولاية، فإن حوالي 10 نقاط بيع خمور غير مرخصة لبيع المشروبات الكحولية صارت معروفة بتوزيع السموم وتمارس فيها مختلف طقوس الرذيلة ويتاجر فيها مافيا الجريمة بالعرض، مبينا من خلال استطلاع قامت به الرابطة في مناطق الزبوجة، سيدي عكاشة، الشقة، وادي الفضة، الشطية والشرفة جنوب عاصمة الولاية، مخاوف العشرات من العائلات التي تحدثت للرابطة من مغبة سقوط أبنائها في فخاخ عصابات اعتادت ترويج الخمور وكافة الممنوعات في مناطق غير بعيدة عن التجمعات السكانية كما هو الحال في "حمليل" ببلدية الزبوجة وبدرجة أكثر في سيدي عكاشة التي يرفض أحد البارونات التوقف عن ترويج الخمور بطريقة غير قانونية على الرغم من صدور قرار يحمل رقم 2050 الصادر بتاريخ 15/09/2013 يقضي بغلق سجله التجاري حفاظا على امن السكان وتشميع الحانة ووضع الأقفال على الحانة الفوضوية، غير أن البارون الموقوف الذي يبقى وكره يبيع الخمور بالوكالة يقوم بترويج المشروبات الكحولية عبر مستودعات سرية فوق عقارات فلاحية على مرأى الجهات المختصة في محاربة الجريمة، وبحسب المعطيات الواردة في التقرير الذي حصلت "البلاد" نسخة منه، فان ظاهرة بيع الخمور بين التجزئة وبالجملة باتت بشكل عام، ما يعطى انطباعا قويا أن هناك جهات تسهر على رعاية هذه الظاهرة وتجهض جميع المبادرات الساعية إلى "كسر شوكة" مافيا الخمور، وقالت المعطيات إن العشرات من الشكاوي بلغت إلى السلطات على اختلاف مستوياتها في الفترة الممتدة بين سبتمبر وأكتوبر الجاري تصب كلها في خانة وقف الظاهرة ذاتها في ظل تزايد أعداد جرائم القتل التي تقع ببرودة دم في أوكار بيع الخمور وممارسة الرذيلة على شاكلة جريمة مقتل شاب يبلغ 23 سنة في غابة الشقة غير البعيدة عن عاصمة الولاية وجريمة إزهاق روح كهل في العقد السادس قبل شهرين بمدينة الشطية 10 كلم شمال عاصمة الولاية والجريمة الأخيرة التي هزت بلدية الزبوجة من خلال إقدام دركي بقتل فتاة تبلغ 17 سنة تقيم بولاية غليزان، إذ أشارت التفاصيل إلى أن المجرم قام باغتصابها ثم قام بتعذيبها وشنقها قبل طعنها بأكثر من 10 طعنات حادة في أنحاء متفرقة في جسدها في موقع معروف ببيع الخمور بطريقة غير شرعية. مع العلم أن الدركي الجاني تم توقيفه من قبل مصالح درك المنطقة إثر مطاردة هو ليودية، ولفت التقرير إلى أن منحرفين احتلوا أحياء سكنية آهلة بالسكان واخذوا من مختلف مواقعها أوكارا لممارسة كل أنواع الممنوعات ويتناولون الخمور والمخدرات بحرية ولا يراعون حرمة الأسر الساكنة بالأحياء، ناهيك عن تسببهم في حالات الضجيج والفوضى، خصوصا أنهم يسهرون لساعات طويلة من الليل على وقع مناوشات وشجارات دامية بالأسلحة البيضاء وحتى الرصاص الحي المستعمل من قبل أشخاص نافذين اعتادوا التردد على حانات فوضوية كما هو الحال في سيدي عكاشة وعلى مستوى الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين الشلف والجزائر العاصمة. ويشير التقرير إلى أن هناك توقيعات جمعتها الرابطة لمواطنين يسودهم قلق متعاظم إزاء حالة التسيب التي تعم مجمعاتهم السكانية ووحشية المنحرفين الذين يعترضون سبيل الأطفال والفتيات والسيدات إلى جانب تغول مافيا الخمور واستمرار بيعهم المشروبات الكحولية بلا حسيب أورقيب. وخلص التقرير إلى القول بان حان الوقت لالتفات السلطات لمعاناة المواطنين ووضع حد لذات الجرائم ورسم خارطة أمنية جديدة تقضي على نقاط بيع الخمور بطريقة فوضوية قبل فوات الواوان أمام تهديدات شنتها مجموعات من شبان الأحياء بالدخول في مواجهات غير محمودة العواقب مع أباطرة الخمور.