* انعدام كلي للأمن عبر محطات التراموي بالعاصمة* في الوقت الذي تطمئن فيه الجهات الأمنية من تقلص ظاهرة السرقة في وسائل النقل حسب تقارير رسمية صدرت عن الأجهزة الأمنية إلا أن الواقع الذي يتكبده المسافرون عبر وسائل النقل لا يعكس ذلك، بحيث تحوّلت إلى فضاءات غير آمنة بسبب انتشار المنحرفين واختفائهم وراء المسافرين. حسيبة موزاوي رغم الجهود التي تبذلها الجهات الوصية في التقليص من الظاهرة ونشر الأمن وتحقيق نتائج إيجابية بإسناد المهام إلى فرق العمل التي تم تشكيلها والمصادر التي تم تجنيدها لمراقبة وسائل النقل ومواقف الانتظار، والخطط المناسبة التي تم وضعها للحد من فرص ارتكاب هذا النوع من الجرائم، والقبض على مرتكبيها وتسليمهم للعدالة. إلا أن الواقع يعكس غير ذلك بعدما تحوّلت العديد من وسائل النقل في العاصمة، إلى أوكار آمنة للعديد من المنحرفين الذين يقومون بنشل ما يجدونه متاحا أمامهم من ممتلكات خاصة بمواطنين كالهواتف النقالة ومحافظ النقود، ينشطون ويصطادون ضحاياهم ويترصدونهم في كل الأماكن وفي كافة الأوقات، حيث يستغلون الزحام ليسلبوا ضحاياهم هواتفهم مستخدمين أساليب عدة للسرقة، حيث يتواجد اللص بين الناس ويستغل فرصة انشغالهم، وعادة لا يقوم اللص بالسرقة لوحده ويكون معه شريك، والأدهى والأمر أنه قد تقوم بإخراج هاتفك للاتصال أو الرد على مكالمة فينتشله من بين أيديك في طرفة عين. وفي غالب الأحيان يختار لصوص وسائل النقل ضحاياهم من الفتيات للاستحواذ على هواتفهن النقالة أو أغراضهم الشخصية وقد تكون حتى مجوهرات أو نقود، بحيث لا يجدون أي صعوبة في سرقة الجنس اللطيف لأنهن في العادة لا يقاومن اللصوص خوفا من الاعتداءات التي قد تصيبهن من قبل السارق، خاصة إذا استعمل هذا الأخير سلاحا لتهديد الضحية به. وقفت (أخبار اليوم) أثناء الزيارة الميدانية لمحطة الترامواي بالهواء الجميل (لاقلاسيار) على ما يعانيه المواطن وخاصة الإناث منهم، والأوضاع المزرية التي يعيشون في ظلها، بسبب التسيب الأمني الحاصل داخل هذه الوسيلة، حيث تعرضت إحدى الفتيات ونحن على متن الترامواي إلى سرقة محفظة نقودها التي تحوي كامل وثائقها من بطاقة التعريف الوطنية إلى البطاقة الجامعية وغيرها من الوثائق الخاصة بها، إضافة إلى مبلغ مالي، الأمر الذي جعلها تتجه إلى مقر الأمن لتقيد شكوى ضد مجهول وتصريح بضياع محفظتها، واصلنا طريقنا وفي كل مرة نصل إلى محطة أخرى يطالب سائق الترامواي الركاب بضرورة التحلي بقدر من المسؤولية والانتباه جيدا إلى أمتعتهم الخاصة وحقائبهم الشخصية على اختلاف أنواعها خاصة النسائية، والتأكد من إحكام إغلاقها والابتعاد قدر الإمكان عن الازدحام أثناء الصعود والنزول، للحفاظ على سلامتهم وممتلكاتهم لكي لا يقعون فريسة لضعاف النفوس. الأكيد أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، حيث تكشف الجلسات اليومية للمحاكم عن مثل هذه القضايا ولعل من بينها قضية تورط شاب في العقد الثالث من العمر في عدة قضايا تتعلق بسرقة الهواتف النقالة لدرجة أنه صار معروفا لدى مصالح الشرطة، وفي آخر مرة كان يترصد فتاة في الشارع بالقرب من حافلة نقل المسافرين، ولما صعدت للحافلة تعقبها وأدخل يده في جيبها ليسلبها هاتفها النقال، لكن سرعان ما عدل عن الأمر لما وجد أن الهاتف رخيص الثمن، أي ليس بالغالي فهم برميه على الأرض، لكن الشرطة كانت له بالمرصاد ليلقى عليه القبض في حالة تلبس، وأثناء محاكمته صرح أنه كان يريد إرجاع الهاتف لصاحبته بعدما وجده عاديا ولم يقتنع بقيمته المادية. ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة عن حوادث سرقة في وسائل النقل إلا أن المرء سيسمع روايات كثيرة لأناس فقدوا هواتفهم أو أشياء غالية الثمن ويشكون من تعرضهم للسرقة وخاصة في حالات الازدحام بمناسبات الأعياد أو أيام الجمعة وأوقات الذروة، ما يستوجب الحرص على المتعلقات الشخصية من جهة وتظافر الجهود من جهة أخرى للقضاء على مثل هذه الظاهرة من خلال تطبيق برنامج الأنظمة الذكية، التي تصور كل ما يدور داخل وسائل النقل، وبجوارها أثناء صعود الركاب، مما يسهل الوصول إلى المشتبه بهم في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى إطلاق حملة تستهدف مستخدمي وسائل النقل وتوعيتهم بالمحافظة على ممتلكاتهم الشخصية من وثائق وأموال يحملونها في حقائبهم أو محافظهم للحدّ من حالات النشل التي قد يستغلها البعض في حال تمكنوا من أحد الأشخاص سواء من النساء أو كبار السن.