أصبحت منطقة غرب إفريقيا الغنية بالنفط مركز الاضطرابات خلال الفترة الراهنة بعد سيطرة جماعة (بوكو حرام) الإرهابية على بعض المناطق الواقعة غرب القارة السمراء، لا سيما بعدما أعلنت الجماعة المتطرفة مؤخرا مبايعتها لزعيم تنظيم (داعش). شكلت نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر تحالف إفريقي للقضاء على عناصر (بوكو حرام) بالقرب من الحدود النيجيرية مؤخرا، في محاولة من هذه الدول لكبح جماح الجماعة الإرهابية التي قتلت الآلاف على مدى 6 سنوات ماضية. منذ بداية العملية الأمنية المشتركة لهذه القوات يقول التحالف إنه تم طرد جماعة (بوكو حرام) من 36 بلدة نيجيرية، ويضيف أن الحكومة تأمل أن يسرع التعاون الإقليمي الحالي هزيمة ساحقة ل (بوكو حرام) في نيجيريا والمنطقة والقضاء عليها، لكن الأرقام تقول إنه منذ 2009 سقط أكثر من 13 ألف شخص ونزح أكثر من 1.5 مليون بسبب ممارسات (بوكو حرام) في البلاد. يقول المراقبون إن انتشار (داعش) في إفريقيا جاء بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في العراق وسوريا وأدت إلى خسارته بعض المناطق هناك ولم يحل ذلك دون إعلان مزيد من التنظيمات التكفيرية انضمامها إليه، وكان آخر المنضمّين (بوكو حرام) التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرقي نيجيريا. * حروب النفط أعلن زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو، مبايعة البغدادي، زعيم (داعش) على السمع والطاعة، واصفا إياه ب (خليفة المسلمين) وقد قبل (داعش) المبايعة. وسبق ل (شيكاو) إعلان (الخلافة الإسلامية)، غير أن (بيعته) الأخيرة للبغدادي في وضوحها وتوقيتها تكتسي أهمية مشتركة للتنظيمين الإرهابيين، كما أن ذلك يمنح التنظيم فرصة فتح جبهات إضافية تمكّنه من التأثير في مصالح دول أساسية مشتركة في التحالف الدولي ضده كفرنسا والولايات المتحدة، فضلا عن أهمية منطقة غرب إفريقيا الاستراتيجية وكونها أحد أبرز مصادر النفط، إلى ذلك فإن متابعة تطور (المشهد القتالي) في إفريقيا تدفع إلى القول إن هذه الخطوة إنما هي استمرار للانتشار الواسع الذي حققه التنظيم هناك. كما أن هذه البيعة أيضا سيكون لها عائد معنوي ومادي واستراتيجي لتنظيم (بوكو حرام)، خاصة بعد التضامن الإفريقي وتشكيل قوة أشبه بالتحالف لضرب التنظيم، فضلا عن الدعم الذي ستتلقاه الحركة من (داعش)، لا سيما وأن التنظيم دعا خلال الفترة الأخيرة أنصاره من المسلحين في الدول الإفريقية للانضمام إلى (بوكو حرام) ليعزز قدرتها وقوتها على البقاء. يحاول البغدادي في هذه الدعوة أن يظهر أن (دولته المزعومة) تتجه نحو إذكاء الصراع في المناطق الملتهبة، خاصة في ليبيا ونيجيريا وتقوية هذه الحركات لأنها تشكل امتدادا عقائديا ل (داعش) التي يتقلص نفوذها في الشرق الأوسط والبغدادي، وبهذا النداء يريد أن يعلن أنه يستطيع التمدد عن طريق خلق جسور بين نيجيريا والجنوب الليبي. بعد إعلان مبايعة (بوكو حرام) ل (داعش)، تحضر الدول الإفريقية لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لدعم جهودها في التصدي لجماعة (بوكو حرام)، حيث أعلن الناطق باسم البعثة الفرنسية لدى مجلس الأمن تيري كابوشو أن (أعضاء مجلس الأمن ينتظرون تقديم مشروع القرار الإفريقي قريبا)، مشيرا إلى أن مشروع القرار يدعم الدول الإفريقية المتحالفة ضد (بوكو حرام)، مؤكدا أن مبايعة جماعة (بوكو حرام) لتنظيم (داعش) تفرض على مجلس الأمن تبني مشروع القرار بأسرع وقت، حسب صحيفة (البديل).