النساء لاصطياد الشباب وأناجيل في رفوف المساجد 1.5 بالمئة من الشعب يعتنق النصرانية جمعيات خيرية تنصيرية بتمويل أجنبي نستعرض خلال هذه الحلقة ما قبل الأخيرة من ملفنا الخاص بقضية التنصير في الجزائر، أسرار جديدة حول الأساليب المتبعة من قبل الأطراف التي تقف وراء الستار، والتي باتت تستهدف الجزائريين بشتى السبل والوسائل المتاحة لاصطياد المزيد من التابعين لزيف النصرانية، كما يتابع شاهدنا (محمد عباش) كشف ألاعيب المنصرين وحيلهم الملتوية لزرع الفتنة في نفوس المسلمين ودفهم إلى عالم الردة ! أخذ النشاط التنصيري في الجزائر خلال السنوات الأخيرة أشكالا جديدة، ووسائل حديثة تتماشى وتغيرات العصر وعقلية المسلم ومعتقداته وأعرافه، باعتماد أساليب أكثر سرية وأعمق تأثيراً وأشد مكراً وخداعاً من الوسائل التقليدية التي عهدناها عن فرنسا في السابق، وبحكم التجربة الفاشلة للكاثوليك في الجزائر قرر الإنجيليون تغيير أساليب التنصير ليستحدثوا بذلك طرقا تجعل المسلم يتنصر من دون أن يشعر أحيانا، وقد ظهرت نتائجها جلية من خلال الإحصائيات التي يتم تداولها والتي تنذر بخطر كبير بالرغم من تضاربها في الكثير من الأحيان حيث تشير بعض الإحصائيات إلى تنصر 1 بالمائة من الشعب الجزائري فيما تشير تقارير إلى تنصر 1 5 بالمائة وهناك من يتكلم عن وجود 120 ألف متنصر جزائري، هذا زيادة عن الارتفاع السريع لعدد الكنائس حيث أصبحنا نجد أحيانا ثلاث إلى أربع كنائس في القرية الواحدة. تشبه بالمسلم لإخراجه عن دينه من أحدث الطرق التي صار يعتمدها المنصرون في نشاطهم التنصيري هي التشبه بالمسلمين من أجل استمالتهم وتقليص البون بين الإسلام والنصرانية إلى جانب جعل المسلم قريبا من المعتقدات التي طالما آمن بها، وأبدعت الشبكات التنصيرية هذه الطريقة بعدما تأكدت من استحالة تحقيق أهدافها بالطرق البدائية التي استعملتها في السابق، ففرنسا مثلا منيت بفشل ذريع عندما أرادت تنصير الجزائريين بقلب المجتمع الجزائري مجتمعا أوروبيا دون أدنى اعتبار للمعتقدات والأعراف المحلية وهو ما تركز عليه الشبكات التنصيرية اليوم التي تحاول بكل الطرق التشبه بالمسلم لإخراجه عن دينه ويظهر ذلك في عدة حركات قام بها المنصرون في بلاد العالم الإسلامي حيث نشرت بعض المنظمات التنصيرية الإنجيل باللغة العربية في عدد من الدول الإفريقية وقد كتب بطريقة تشبه كثيرا كتابة القرآن الكريم مع بعض الزخارف ويبدأ كل فصل من فصول الإنجيل بالبسملة، كما حرصوا على اقتباس عدة كلمات من القرآن الكريم خلال عملية الترجمة مثلا (قل يا عبادي الذين هم لربهم ينتظرون .. اعملوا في سبيله واحذروه كما يحذر الخدم ساعة يرجع مولاهم فما هم بنائمين .. قال الحواريين أيريدنا مولانا بهذا أم يريد الناس أجمعين ؟ فضرب لهم عيسى مثلا) والأمثلة كثيرة، إلى جانب ذلك عمد المنصرون على بث قراءات للإنجيل عبر الإذاعات النصرانية تشبه تلاوة القرآن الكريم، هذا إضافة إلى اختيار يوم الجمعة لإقامة القداس الأسبوعي بدلاً من يوم الأحد وبناء الكنائس الجديدة بتصاميم تشبه تصاميم المساجد فتقام لها قبة وما يشبه المئذنة، زيادة عن ارتداء المنصرين لأزياء الدعاة والمشايخ كما حدث في بلدان إفريقية كثيرة، والموافقة على بعض المبادئ والشعائر الإسلامية التي يجد المسلم صعوبة في تركها بعد اعتناقه للنصرانية مثل مبدأ تعدد الزوجات فقد وجدوا أن الرجل المسلم قد يجمع بين أكثر من زوجة وزوجتين ويصعب عليه أن يتخلى عنهن ويقتصر على واحدة إن هو تنصر ففضل المنصرون أن يعتنق هذا الرجل النصرانية ويظل متزوجاً بأكثر من واحدة على أن يبقى على إسلامه، ومن بين الإجراءات التي اتخذها المنصرون في هذا الإطار أيضا هو ضرورة تجنب العبارات المثيرة لسخط المسلمين واستبدالها بغيرها مما تروق للمسلمين وتنال استحسانهم .. النساء لاصطياد الشباب وأناجيل في رفوف المساجد وقد ابتكرت الشبكات التنصيرية إلى جانب التشبه بالمسلمين عدة وسائل أخرى من أجل التقرب من المسلم وجعله يتنصر دون أن يشعر أحيانا، ولعل من أخطر السبل التي انتهجها المنصرون لذلك هو توزيع الأناجيل في الأماكن العمومية بل ووضع بعضها بين نسخ القرآن الكريم على رفوف المساجد وهو ما حدث في أحد مساجد ولاية تيزي وزو أين وضعت نسخ من الأناجيل التي تشبه إلى حد كبير القرآن من حيث الزخرفة والخط والتشكيل بل واحتوائها على البسملة وبعض الكلمات والتعابير القرآنية أيضا، وقد اكتشف ذلك أحد الزوار وهو غريب عن المنطقة عندما أراد أخذ نسخة من القرآن للقراءة فوقعت يده على نسخة من الإنجيل فراح يتصفحه وعرف على الفور بأنه ليس قرآنا لكنه تفاجأ برجلين يقفان أمامه ويهددانه ويأمرانه بإرجاع الإنجيل إلى مكانه والتزام الصمت، فانصاع لأمرهما ولكن ما إن غادرا المسجد حتى أخذ نسخة من الإنجيل إلى إمام المسجد ليتفاجأ بأنه لا يقرأ العربية وقد تطوع للإمامة لأنه يحفظ بعض سور القرآن. كما يعول المنصرون كثيرا على الجنس اللطيف لاصطياد الشباب وجرهم لاعتناق النصرانية حيث يذكر متتبعون أن الكنائس اليوم قد صارت تعتبرهن الورقة الرابحة للنشاط التنصيري ويظهر ذلك جليا من خلال اعتماد الكثير من الكنائس على فرقة نسائية لأداء الترانيم مكونة من شابات جميلات يجذبن الشباب فيحضرون الصلاة من أجلهن، ولا يقتصر دور النساء في النشاط التنصيري على مجرد المشاركة في أداء الترانيم بل تعدى ذلك إلى إباحة الزنا مع الشباب المسلم من أجل تنصيره وهو ما يعرف ب (تأجير الفرج خدمة للرب)، وهي تقنية حديثة ومعروفة لدى المنصرين. جمعيات خيرية وتمويل أجنبي لتنصير الجزائريين ويعد إنشاء الجمعيات الخيرية من بين أشهر الحيل التي يلجأ إليها المبشّرون لتكثيف نشاطهم التنصيري وتوسيعه في الجزائر، حيث تبدي هذه الجمعيات في ظاهرها أهدافا نبيلة وسامية، فنجدها تتظاهر عادة بالوقاية من الخمر والمخدّرات والدعوة إلى الأخلاق الحسنة. وتشير بعض المعلومات إلى أن منطقة القبائل لوحدها تحتوي على نحو 19 جمعية خيرية مسيحية ناشطة في إطار التبشير مع تسجيل متوسط المرتدّين عن الدين الإسلامي بنحو 6 أفراد في اليوم بفعل النشاط المكثّف للحركة التبشيرية. كما شجّع نشاط بعض الجزائريين الذين اعتنقوا المسيحية على بروز عدّة جمعيات تنصيرية أخرى، والتي قدّرها بعض المتابعين بنحو 16 جمعية، وكلّ هذه الجمعيات يديرها جزائريون وأجانب. ففي شهر أوت من سنة 2000 مثلا اعتمدت الدولة الفرنسية الجمعية المسمّاة (الجمعية الدينية للكنيسة الإنجيلية) بفرنسا، والتي تترأسها المدعوة (مارتيناز فيليب) وهي عضو في فيدرالية الكنائس الإنجيلية الكاملة لفرنسا، والتي تحدّد نشاطاتها بالاحتفال بالديانة المسيحية وبالأخص البروتستانتية الإنجيلية والسهر على نشرها عبر جميع الأقطار، إلى جانب نشر تعاليم الإنجيل وإعلان الشهادة بالمسيحية وإلقاء محاضرات وعقد لقاءات شبّانية ومؤتمرات، بالإضافة إلى توزيع المنشورات والمشاركة في التظاهرات العامّة في إطار الإنجيلية واستعمال وسائل الإعلام وأيّ مبادرة مهما كانت لأجل تحقيق أهدافها، وقد قامت (مارتيناز فيليب) بعدّة زيارات إلى الجزائر، أوّلها سنة 1996 في إطار استطلاعي وبغطاء سياحي، ثمّ توالت زياراتها المتعدّدة ابتدء من سنة 1999، والتي تميّزت بقصر مدّة الإقامة التي تراوحت بين ثلاثة أيّام وأسبوعين واستطاعت خلال إحدى زياراتها لمدينة تيزي وزو إنشاء فرع للكنيسة الإنجيلية بالجزائر، والتي كانت تسمّى (الحركة الإنجيلية الجزائرية)، حيث قدّمت طلب الاعتماد لدى السلطات الجزائرية سنة 1997 لتغيير تسميتها لتصبح (فيدرالية الكنائس الإنجيلية الكاملة للجزائر). وبدأت هذه الجمعية نشاطها وتمكّنت من تكوين أعضاء ينشطون في كثير من المناطق الجزائرية الساحلية والداخلية وحتى المناطق الصحراوية القصوى وبالأخص في منطقة تمنراست، وقامت هذه الجماعات بشراء عقارات بتمويل من طرف الجمعية الأمّ بفرنسا لمزاولة نشاطها التبشيري في الجزائر_ كما قام بعض الجزائريين بتأسيس جمعيات خيرية اجتماعية، وهي في الحقيقة مؤسسات تنصيرية تعمل تحت وصاية الحركة التنصيرية، وهذه الجمعيات تمارس نشاطها عن طريق استغلال العلاقات والاتّصالات المستمرة مع النّاس، ممّا يمكّن من تحديد أهدافها واستغلال الأوضاع الاجتماعية لنشر الفكرة التنصيرية). من أقوال المنصرين 7 يقول المنصر الأمريكي صموئيل زويمر: (أيها الأبطال الزملاء الذين كتب لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام لقد أديتم الرسالة التي أنيطت بكم أحسن أداء ووفقتم لها أحسن توفيق أن مهمة التبدشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست إدخال المسلمين المسيحية فإن هذا هداية وتكريم وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا في طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المئة السالفة خير قيام ولقد أعددتم في ديار الإسلام شبابا لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية). 7 ويقول أيضا: (أنا لا أهتم بالمسلم كإنسان إنه لايستحق شرف الانتساب إلى المسيح فلنغرقه بالشهوات ولنطلق لغرائزه العنان حتى يصبح مسخا لايصلح لأي شيء). 7 يقول القس استورد كونوردا: (إن المسلمين يقتبسون من حيث لا يشعرون شطرا من المدنية النصرانية ويدخلونه في ارتقائهم الاجتماعي وما دامت الشعوب الإسلامية تتدرج إلى غايات ونزعات ذات علاقة بالإنجيل فإن الاستعداد لاقتباس النصرانية يتولد فيها من غير قصد). 7 يقول لورانس براون: (إذا اتحد المسلمون في امبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا لعنة على العالم وخطرا أما وإذا بقوا متفرقين فإنهم يظلون حينئذ بلا قوة ولا تأثير). 7 يقول هوارد ويلين رئيس الجامعة الأمريكية السابق في بيروت: (التعليم في مدارسنا وجامعتنا هو الطريق الصحيح لزلزلة عقائد المسلم وانتزاعه من قبضة الإسلام). 7 يقول المنصر الأمريكي روبرت ماكسن: (لن يتوقف سعينا نحو تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب في مكة ويقام القداس في المدينة). 7 يقول شنودة: (إنه يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية على أن الخطة التبشيرية التي و ضعت بنيت على أساس أن الهدف الذي اتفق عليه من التبشير بين الفئات والجماعات أكثر من الأفراد وذلك لزحزحة أكبر عدد من المسلمين عن دينهم أو التمسك به على أن لا يكون من الضروري دخولهم المسيحية ويكون التركيز على زعزعة الدين في نفوس المسلمين وتشكيك الجموع الغفيرة في كتابهم وفي صدق محمد وإذا نجحنا في تنفيذ هذا المخطط في المرحلة القادمة فإننا نكون قد نجحنا في إزاحة هذه الفئات عن طريقنا وحتى هذه الحالة إن لم تكن لنا فلن تكون علينا).