غلبت الموسيقى والغناء البدوي ورقصة العلاوي والشعر الملحون على برنامج افتتاح الأسبوع الثقافي لولاية تيسمسيلت بقسنطينة. وأضفى انطلاق المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية المنظم مساء الأربعاء بدار الثقافة "محمد العيد آل خليفة" بوسط المدينة أجواء ثقافية سواء داخل أو خارج هذه المؤسسة. وجلب عرض "الطرق" (لعبة بالعصي) جرى بالساحة المقابلة لدار الثقافة محمد العيد آل خليفة فضول العديد من المارة الذين توقفوا مبدين إعجابهم بهذه الرقصة الحربية التي تشبه المبارزة حيث تستبدل السيوف بالعصي والتي تعد من بين الرقصات الشعبية المميزة لعديد الولايات بغرب البلاد. وببهو دار الثقافة تمكن زيارة المعرض المرافق لهذه التظاهرة من اكتشاف منتجات للصناعة التقليدية وأخرى منتجات للثقافة المحلية وخريطة تبين انتشار الهياكل الثقافية بهذه الولاية وتحدد بالخصوص مواقع أثرية بهذه المنطقة من البلاد. وحسب السيد عبد القادر دحدوح الباحث في علم الآثار بجامعة منتوري بقسنطينة فإن ولاية تيسمسيلت تعد غنية بالمواقع الأثرية لفترة ما قبل التاريخ بالخصوص من بينها 54 محددة و3 أخرى مصنفة. ودعي الجمهور الذي حضر الحفل الافتتاحي إلى تذوق طبق الكسكسي تم تحضيره وفقا لتقاليد منطقة الونشريس قبل أن يستمتع بمقطع لأغنية بدوية مرفقة برقصات من نوع العلاوي أداها أعضاء الوفد الذين وبالرغم من أنهم ليسوا محترفين إلا أنهم استطاعوا إبراز روح هذه الرقصة التي بإمكانها حسب مختص قسنطيني أن تصل بسهولة إلى العالمية في حالة ما إذا تم التكفل بها وتثمينها. وبالإضافة إلى الغناء العلاوي والشعر الملحون اللذين يطغيان على هذا الأسبوع الثقافي تفاجأ الحضور باكتشاف جناحا خاصا بفلسطين. وفضل الفنان التشكيلي والراقص جيلالي يشكور إلى جانب الهاوي الجزائري المختص في جمع الطوابع البريدية إدريس بوشيبة أن تكون فلسطين وشخصياتها السياسية و الفنية البارزة وبخاصة الشاعر الكبير الراحل محمود درويش والرسام الكاريكاتوري ناجي العلي وكذا الطابع البريدي الذي خصصته الجزائر "لأم جميع القضايا العربية" جزءا من هذه التظاهرة. فبوشيبة جاء أيضا بصور فوتوغرافية للعمل الذي استطاع به عام 2007 دخول كتاب غينس للأرقام القياسية لإنجازه أكبر ظرف بريدي في العالم (9,23 على 6,30 متر). ويحمل هذا الظرف البريدي الضخم 5 طوابع بريدية تتضمن ألعاب خاصة بالأطفال في الجزائر برع في إبرازها هذا العارض الذي أعرب عن إصراره إقامة معرض السنة المقبلة بفلسطين سواء بغزة أو رام الله.