تثير العملية العسكرية التي يخوضها تحالف عربي بقيادة السعودية على جماعة الحوثيين في اليمن جدلا كبيرا في الجزائر فبينما تصر الدبلوماسية بأنها لا ترى بديلا عن الحوار والحل السلمي في هذا البلد الشقيق الغارق في الفوضى، يبارك الإسلاميون عملية عاصفة الحزم على اعتبار أنهم ينزلون ذراع إيران الصفوي العسكري منزلة العدو المحارب. أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن تأييد الجامعة للضربة الجوية التي وجهتها السعودية للحوثيين في اليمن بمشاركة عدد من الدول العربية، وذلك رغم أن هناك دولا عربية لا تشارك في هذه القوة، وأخرى معارضة كالعراق، ومتحفظة على غرار بلادنا، التي صرحت على لسان وزير خارجيتها بخصوص عدم مشاركتها في الهجوم بأنها لا ترى بديلا عن الحوار والحل السلمي وبأن الدستور الجزائري لا يسمح بإرسال قوات من الجيش خارج الوطن وأنه يمكنها بالمقابل المشاركة بمساهمات لوجستية. هذه أسباب تحفظ الجزائر.. جدد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن الجزائر لن تسمح بمشاركة وحدات من جيشها الوطني الشعبي في مهام قتالية خارج حدودها، وذلك في رد على سؤال حول موقف الجزائر من إنشاء قوة عربية مشتركة. وقال لعمامرة في تصريح صحفي على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية أنا أعتقد أنه أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون كل حلقة من الحلقات المكونة لهذه المنظومة قوية ومتماسكة وبالتالي لا بد من التركيز على الأمن والاستقرار وتنظيم البيت في كل بلد من البلدان العربية.. كما أن ثمة أيضا إجراءات وقائية يجب أن تتخذ في كل بلد من البلدان، حيث لا بد من بناء مجتمع متسامح ومتكامل تسوده العدالة الاجتماعية لمختلف فئات المجتمع بما فيها عنصر الشباب وهناك أيضا ما يتعلق بالحكم الراشد في البلدان العربية وتكثيف الجهود الرامية إلى الحلول السلمية للمشاكل القائمة ، مؤكدا أن الوقاية تتطلب كل هذا. وأوضح لعمامرة أنه إذا تعذرت كل هذه الأمور والوسائل على المساعدة في الحل لا بد من التفكير في استغلال ما لدينا من وسائل متوفرة في ميثاق الجامعة العربية والأممالمتحدة كقوات حفظ السلام وهناك إمكانية للدول التي تسمح دساتيرها بذلك العمل في هذا الإطار . وأكد الوزير أن الجزائر ومن الواضح أنها لا تسمح بقوات مقاتلة من جيشها للخروج خارج الوطن ولكن يمكن أن تكون لها مساهمات لوجستية دون أن تشارك بوحدات قتالية خارج حدود بلدها . وكان لعمامرة عقب لقائه بنظيره العماني يوسف بن علوي بن عبد الله أكد أن تدهور الأوضاع في اليمن خلال الفترة الأخيرة واتساع رقعة المواجهة المسلحة تسببت لدينا ولدى غيرنا قلق وانشغال كبيرين . وأضاف لعمامرة في تصريح للصحفيين نحن دائما وأبدا نعتقد أنه لا بديل عن الحوار فالحل السلمي مطلوب ولا بديل عن لم الشمل وفتح آفاق جديدة في ظل الديمقراطية وتحقيق الوئام والحوار بين كافة الفرقاء اليمنيين وجعلهم صف واحد في مواجهة الإرهاب . ونوه بأن اليمن لديه من المؤهلات ما يجعله جاهز لبناء السلام الداخلي وجعله مصدر استقرار للمنطقة التي ينتمي إليها، معربا عن أمله في أن تتوقف المواجهة وان يعاون الجميع من أجل الحوار تحت مظلة الأممالمتحدة وتلبية نداء الدول الخليجية التي دعت إلى الحوار الذي أبدت المملكة العربية السعودية استعدادها لاستضافته. الإسلاميون يباركون عاصفة الحزم أيّدت العديد من الأحزاب والشخصيات المصنفة في التيار الإسلامي بالجزائر عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن، وفي السياق يرى مسؤول حزب الصحوة الحرة السلفية غير المعتمد الشيخ عبد الفتاح حمداش أن الحوثية هم ذراع إيران الصفوي العسكري في اليمن يريد ابتلاع اليمن لتحقيق مخطط إيران الفارسية في جزيرة العرب، وعلى أهل السنة توقيف سرطانهم الناخر لجسم الأمة. وأضاف الشيخ عبد الفتاح في بيانات متفرقة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك أمس، الحوثيين مشروع احتلال إيراني ولا تفرق بينهم وبين الصليبيين، لأنهم أعداء المسلمين، وهم اليد التي يضرب بها الصليبيون الأمة الإسلامية . وفي إشارة صريحة إلى دعم التدخل العسكري العربي في اليمن وعملية عاصفة الحزم قال حمداش الحوثية جماعة مليشيات وعصابة ناهبة قاتلة مجرمة تستبيح الدماء وتهتك الأعراض وتسرق الأموال، وهم أداة الغرب في تخريب بلاد المسلمين، ونحن الصحوة الحرة الإسلامية السلفية الجزائرية نتبرأ إلى الله من الحوثية الروافض وننزلهم منزلة العدو المحارب ولا نفرق بينهم وبين المحتلين لأنهم جزء من اللعبة العسكرية . بالمقابل قال ممثل التيار السلفي في الجزائر أن حزبه غير المعتمد يعارض دخول الصليبيين على الخط العسكري في اليمن، قائلا نرفض التواجد الصليبي في أي معادلة لقد كان اليهود والنصارى منذ أول ظهور الأمة الإسلامية عائقا في قيام أمة التوحيد، وقد عارضوا ولا زالوا يفعلون قيام المسلمين لقيادة العالم، وهم يعرقلون أي عملية نهوض الأمة الإسلامية، وهم سبب محنتها وعوامل عدم صحوتها، لانهم أعداء وليسوا لنا إخوة أو أصدقاء.