تجد الجزائر نفسها في وضع صعب لإقناع الدول العربية بموقفها الرافض للتدخل العسكري في اليمن خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية بشرم الشيخ المصرية اليوم وغدا، بعدما عرفت العملية العسكرية التي يقودها تحالف الدول العربية بقيادة المملكة السعودية ضد الحوثيين بالعاصمة صنعاء، تأييدا دوليا واسعا. يصطدم موقف الجزائر الرافض للعملية العسكرية في اليمن وضرورة تبني الحل السياسي، بالتأييد الدولي الواسع الذي تبع بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين " التي أطلق عليها تسمية "عاصفة الحزم" "لإعادة السلطة الشرعية، حيث أعلنت كل من واشنطن وباريس وبريطانيا وتركيا دعمها للحل العسكري، إضافة لأكثر من 12 دولة عربية بقيادة السعودية تشارك في العملية، من قبيل الإمارات وقطر والبحرين والكويت، المغرب والأردن والسودان ومصر وباكستان، وأخرى أعلنت مساندتها. وكانت الجزائر أعلنت الخميس، رفضها للخيار العسكري، على لسان وزير الخارجية رمطان لعمامرة على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بشرم الشيخ. وقال لعمامرة أن" الجزائر تركز على ضرورة إجراء حوار سياسي"وأن الجميع "سيضطر إلى العودة إلى الحوار، لأن الحوار ضروري"مضيفا، " نحن نؤمن بالحلول السلمية ونؤمن كذلك بمتطلبات الأمن القومي العربي ونؤمن بالشرعية الدستورية في اليمن، كما نؤمن بضرورة الحوار لتجاوز كافة الصعوبات". وأعلنت أمس كل من روسيا والصين رفضهما للخيار العسكري في اليمن، ودعت وزارة الخارجية الروسية "الأطراف اليمنية وحلفاءها الخارجيين إلى وقف الأعمال القتالية" وأنه "لا يمكن تسوية الخلافات الموجودة في اليمن إلا عن طريق الحوار الوطني"، معربة عن قلقها من الأحداث الأخيرة في هذا البلد، كما استنكرت إيران العملية العسكرية ووصفتها ب"الخطوة الخطيرة" وأنها "ستزيد من تعقيد الأزمة". وواصلت مقاتلات التحالف "الداعم للشرعية في اليمن" أمس، شنّ ضرباتها الجوية على مواقع الحوثيين بالعاصمة صنعاء، فيما استبعدت السعودية القيام بعملية برية.و تناقش القمة العربية ال 26، اليوم في مدينة شرم الشيخ المصرية، تطورات الأوضاع في اليمن، وتداعيات عملية "عاصفة الحزم" العسكرية. وتشارك الجزائر في الاجتماع بوفد يقوده رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ممثلا لرئيس الجمهورية، ووزير الخارجة رمطان لعمامرة.