تفرض أحداث اليمن نفسها على قمة شرم الشيخ العربية التي انطلقت أمس السبت بمشاركة وتمثيل غير مسبوق على مستوى القادة منذ قمم عدة. تعقد القمة برئاسة مصرية بعد تسلمها من دولة الكويت تحت شعار (70 عاما من العمل العربي المشترك) وبمشاركة 14 رئيسا وملكا وأميرا في غياب سوريا التي سيبقى مقعدها (شاغرا) بموجب تعليق مشاركة النظام في اجتماعات الجامعة العربية وعدم دعوة الائتلاف السوري الذي سبق لجامعة الدول العربية وأن اعترفت به (ممثلا للشعب السوري). بخلاف غياب رئيس النظام السوري بشار الأسد عن القمة، يغيب عنها سبعة من القادة العرب لأسباب لم يعلن عنها، غير أن بعضهم عانى مؤخرا من مشاكل صحية مثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وسلطان عمان قابوس بن سعيد. وفشل البرلمان اللبناني على مدار الأشهر الماضية في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال سليمان المنتهية ولايته، بينما لم تنتخب ليبيا رئيسا جديدا للبلاد منذ الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي في 2011 وتعاني حاليا من حالة انقسام حادة، فيما يفضل بعض القادة إرسال من ينوب عنهم لحضور مثل تلك القمم دون إبداء أسباب. وتبحث القمة 11 بنداً بالإضافة إلى بند بشأن ما يستجد. أولى النقاط تتصل بتقرير رئاسة القمة حول نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات وما يستجد من أعمال بجانب تقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك. أما البند الثاني فيتناول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومستجداته والذي يتضمن ما يتعلق بمتابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية ودعم موازنة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني والجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه. أما البند الثالث فيتضمن تطوير جامعة الدول العربية، وما يتعلق بتعديل ميثاق الجامعة وكذلك النظام الأساسي المعدل لمجلس السلم والأمن العربي. أما البند الرابع فهو مكرس للتطورات الخطيرة في كل من سورية وليبيا واليمن، ويشمل البند الخامس دعم جمهورية الصومال الفيدرالية، بينما يركز البند السادس على احتلال إيران للجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى) التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي. ويتضمن البند السابع صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، ويخصص البند الثامن لمشروعات القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، وتاسعاً مشروع إعلان شرم الشيخ. ويتضمن البند العاشر تحديد مكان عقد الدورة العادية السابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، ويتضمن البند الحادي عشر توجيه الشكر إلى جمهورية مصر العربية لاستضافتها مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، بالإضافة إلى بند ما يستجد من أعمال. * تصريحات نارية العاهل السعودي: (عاصفة الحزمس مستمرة.. والرياض تفتح بابها للراغبين في الحفاظ على اليمن) أكد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز أمس السبت أن عمليات (عاصفة الحزم) مستمرة حتى ينعم اليمن بالاستقرار، لافتا في الوقت ذاته إلى أن بلاده تفتح بابها أمام القوى الراغبة في المحافظة على اليمن. وقال العاهل السعودي في كلمته إن (الواقع المؤلم الذي تعيش عدد من دول أمتنا العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في منطقتنا العربية إلى زعزعة الامن والاستقرار). وقال العاهل السعودي في كلمته، إن (عاصفة الحزم مستمرة حتى ينعم اليمن بالأمن والاستقرار)، قبل أن يضيف: (في الوقت الذي لم نكن نتمنى اللجوء لهذا القرار (العملية العسكرية) تفتح الرياض بابها للقوى الراغبة في المحافظة على اليمن)، وأوضح أن (استجابة دول شقيقة للمشاركة في عاصفة الحزم جاءت للوقوف إلى جانب اليمن وشعبه وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديدا للمنطقة)، وأضاف: (نوجه الشكر للدول المشاركة في عملية الحزم والداعمة والمؤيدة، في هذه العملية التي ترسي الدعم للمنطقة، وحان الوقت أن يتبنى المجتمع الدولي مبادرة السلام العربية)، ولفت إلى أن (الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من الدول العربية جراء صراعات داخلية وسفك دماء نتيجة الطائفية التي تقودها قوى إقليمية بغرض زعزعة الأمن والاستقرار في دولنا). * أمير الكويت: (ما يسمى الربيع العربي لم يسفر عنه سوى عدم الاستقرار) اعتبر أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن ما (يسمى الربيع العربي لم يسفر عنه سوى عدم الاستقرار وأدخلنا في حسابات معقدة)، محذرا في الوقت ذاته من أن (الحوثيين باتوا يهددون أمن الخليج). أمير الكويت الذي ترأست بلاده القمة العربية السابقة رقم 25، قال: (ما يسمى الربيع العربي لم يسفر عنه سوى عدم الاستقرار وتراجع معدلات التنمية)، قبل أن يضيف: (الربيع العربي أدخلنا في حسابات معقدة على كافة الأصعدة). وفي الشأن اليمني، حذر من أن (الحوثيين باتوا يهددون أمن الخليج)، مضيفا: (أناشد دول العالم مد يد العون والمساعدة للشعب اليمني لتجاوز هذه الظروف التي نأمل أن تنتهي قريبا). * السيسي: (قلوبنا وعقولنا مفتوحة للسلام مع الكيان) قال قائد الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي إن قلوبنا وعقولنا مفتوحة للسلام العادل الذى يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية، جاء ذلك على هامش القمة العربية ال 26 التي انطلقت أمس السبت وتستمر لمدة لغاية اليوم بمشاركة 14 رئيساً وملكاً وأميراً في قمة شرم الشيخ من إجمالي زعماء وقادة 21 دولة عربية. * الرئيس اليمني: (نطالب باستمرار عملية عاصفة الحزم) طالب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي باستمرار العمليات العسكرية (عاصفة الحزم) حتي تتحقق أهداف الشعب اليمني، موجها الشكر لكل الدول العربية المشاركة في العاصفة. وتقدم الرئيس اليمني بتوجيه لدول مجلس التعاون الخليجي والسعودية لدعم اليمن ماديا وسياسيا، خال كلمته بالقمة العربية ال 26 التي انطلقت أمس السبت، * بنعمر يعلن عودة الحوار اليمني أفاد مصدر مقرب من مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر بأنه سيتم قريبا الإعلان عن عودة الحوار بين أطراف الأزمة اليمنية. وشدد المصدر على نقطتين أساسيتين، الأولى أن الأممالمتحدة لن تترك اليمن وسيبقى مبعوثها في صنعاء، لأنها على قناعة تامة بأن الخيار العسكري لا يحل مشاكل اليمن ولا سبيل للحل سوى العودة إلى الحوار. وقال المصدر إن بنعمر تابع اتصالاته خلال اليومين الماضيين من صنعاء، وخرج بموافقة أولية من الأطراف على استئناف الحوار. وتتعلق النقطة الثانية بمكان الحوار، ولدى سؤال المصدر هل لا تزال الدوحة مطروحة كمكان لاستئناف الحوار؟ قال إنه (سيتم الإعلان عن المكان اليوم أو غداً، بعد استمزاج آراء الأطراف العربية خلال جلسات قمة شرم الشيخ التي توجه إليها بنعمر ومستشاره السياسي الدكتور يونس أبو أيوب من صنعاء صباح اليوم السبت). هذا، وكانت أوساط يمنية قد تحدثت أمس عن اتجاه الأطراف للعودة إلى الحوار، ورشحت عدة أماكن لذلك منها المغرب ولوزان في سويسرا.